نام کتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 2180
المسرات والفلاح في دار السعادة والأفراح
ƒـ[جزاكم الله كل خير على كل ما تقدمونه من مساعدة وتوضيح في هذا الموقع الرائع.
أما بعد:
قرأت عدة فتاوى في موقعكم اليوم والتي تدل على أن الحرام في الدنيا هو حرام في الآخرة, وهل هذا معناه أن من اتقى الله في الدنيا وابتعد عن الأغاني والأفلام والمسلسلات والتلفزيون عامة لن يجد منها شيئا في الجنة لأنها محرمة في الدنيا..؟؟
أنا والحمد لله اهتديت منذ فترة وامتنعت تدريجيا عن الأغاني والموسيقى والأفلام وقد كسرت كثيرا من أسطوانات الأفلام التي كانت لدي صباح اليوم وشعرت بفرحة وإزاحة هم كان على صدري والحمد لله , لقد امتعنت عن التلفزيون منذ فترة طويلة بفضل الله أيضا لكن حاليا أنا أحاول أن أترك المسلسلات الأجنبية التي أشاهدها على الكومبيوتر (مع العلم أني أحاول بقدر الإمكان أن أغض بصري وأنا أشاهدها وأنجح في ذلك والحمد لله) ..
مشكلتى هنا أن معظم هذه المسلسلات مشوقة جدا ولم تنته بعد، أي أنه ما زال هناك الكثير من الأحداث المثيرة التي لم أرها بعد، ولقد كنت عازما على ترك هذه المسلسلات تماما والتفرغ لعبادة الله والعمل للجنه وتمني هذه المسلسلات بل وأحسن منها في الجنة إن شاء الله, لكن بعد أن قرأت في موقعكم أن المحرمات في الجنة هي نفس المحرمات في الدنيا، فقد فقدت عزيمتى تماما على ترك هذه المسلسلات حتى لا تفوتني الأحداث التي قد لا أستطيع أن أراها يوما مرة أخرى.. بل وبدأت أفكر في الرجوع للأغاني.
وللعلم أنا محافظ على قراءة أذكار الصباح والمساء لذلك، فأفكاري هذه ليست من وساوس الشياطين بل هي أفكاري أنا..
وأيضا أنا أعرف أن النفس لن تشتهي الحرام في الجنة, لكن أنا أتكلم عما تشتهيه نفسي من هذه المسلسلات والأغاني في الدنيا.. كيف أتركها الآن، وقد كان حافزي الوحيد لتركها هو أنني سأتمكن من أن أراها وأسمعها في الجنة بإذن الله!؟
أنا أحاول بقدر الإمكان أن أقوم بما هو مفيد بدون عصيان الله طوال اليوم ونزلت الكثير من محاضرات ودروس الشيخ وجدى غنيم الله يبارك له في الدنيا والآخرة إن شاء الله وأستمع إليها من حين لآخر , كما أني تقريبا أقضي معظم وقتي على الانترنت أتصفح الفتاوى على موقعكم وقراءتها تجعل الوقت يمر سريعا، وفي نفس الوقت أستفيد ولا أذنب والحمد لله لكن.. أنا أريد التغيير.. أريد أن أفعل شيئا مختلفا من باب التغيير..
وجزاكم الله كل خير إن شاء الله وأتمنى أن تردوا على جميع أسئلتي بأجوبة مباشرة..]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أنه يجب عليك أن تواصل مسيرتك في التوبة والبعد عن المحرمات والاشتغال في الأعمال حتى تنال رضى ربك فيسعدك في الدارين، واحذر أن يزيغك الشيطان بمثل هذه الأفكار.
واعلم أن المؤمن قد أعد الله له في الجنة من أنواع المتع والرغبات ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فمن كان يريد إشباع رغباته بما يسعده ويمتعه فسيجد في الجنة أضعاف ما يتصوره الخيال، ثم إن الجنة ليس فيها تكليف ولا نهي عن شيء من المشتهيات، فالخمر فيها مباح ولا ضرر فيه.
إلا أن هناك أشياء تنزه أهل الجنة عنها، وهي التعلق بما تأباه النفوس السوية وأصحاب الفطر السليمة مثل الشذوذ الجنسي والشيوع والفوضى الجنسية، ومثل التباغض بين الناس واعتداء بعضهم على بعض، فهذا لا يوجد عند أهل الجنة رغبة فيه لأنهم مطهرون من الأخلاق الفاسدة الرذيلة.
فعليك أن تبتعد عن الإصرار على متابعة الأفلام السيئة، فهل ترضى لنفسك أن يحملك الناس من فراش موتك ويشيع بين الناس قولهم توفي وهو ينظر الأفلام السيئة، وهل تأمن أن يستدرجك الشيطان إلى التعلق بالفواحش الكبرى جراء نظرك إلى الحرام، ففكر بعقلك وتذكر مصيرك الأخروي، واصدق التوبة لربك، وابتعد عن الخلوة بالكمبيوتر، واصحب رفقة صالحة تتدارس معهم العلم الشرعي، وتتعاون معهم على البر والتقوى.