نام کتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1388
قاعدة لمقياس صلاح المرء وفساده
ƒـ[يوجد شخص في منطقتنا معروف عنه التقوى والورع، مداوم على قراءة القرآن الكريم، ومعروف أيضا بأنه دائم الاستخارة لله عزوجل، كل ما أراد أحد أن يعمل أي شيء أو مشروع يذهب لذلك الشخص ويسأله ويقوم بإعطاء الرد بعد فترة ويوفق السائل بفضل الله عزوجل.
لكن الأمر المحير بالنسبة لي بأن ذلك الشخص التقي منذ فترة وجيزة قد بدأ يكشف عن ماضي أي إنسان يريد ذلك! أي اذا طلب "س" من الناس من ذلك الشيخ أن يكشف له ماضيه (ماضي "س") ، فعندها يقوم ذلك الشيخ بقراءة بعض من آيات القرآن الكريم وبعض الأدعية فيرى في تلك الليلة مناما رأى فيها حياة "س" بالكامل منذ ولادته، كأنه حياة "س" أصبحت كتابا مفتوحا بين يديه!
يقول ذلك الشيخ بأنه لا يرى حياة أي شخص إلا إذا سأل أو أخذ إذنه، مع العلم بأنه قد رأى حياة إنسانة من غير أن يأخذ إذنها لأنه كان يشك بأنه قد كتب حرزا (سحر من عراف) إلى زوجها.
سؤالي هو: أنا حائر جدا هل من الممكن أن يقوم بذلك شيخ ورع تقي؟ هل كشف حياة الناس من صلاحياته؟ لأن ماضي كل إنسان لا يمكن أن يعرفه أحد غير الشخص ذاته أو قرينه فإذا قام الشيخ بكشف الماضي فإنه قد تعامل مع الجن فبالتالي لا يمكن أن يكون من الشيوخ والأتقياء؟ أرجو منكم توضيح تلك القضية بالنسبة لي؟
آسف للإطالة، وجزاكم الله كل خير.]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فصاحبكم لا يخلو من أمرين: إما أن يكون كاهنا مشعوذا يستخدم الجن في تلك الأمور لابتزاز الناس وأكل أموالهم بالباطل وهو الغالب على مثل أولئك، وحينئذ فلا يجوز التعامل معه ولا القدوم عليه إلا لنصحيته وبيان الحق له؛ لما ذكرنا في الفتويين رقم: 64978 - 8840.
وإما أن يكون -كما ذكرت- من الاستقامة والورع ظاهرا وباطنا، وحينئذ يغلب على الظن سلامته، ويحمل ما يفعله على أنه حصل عليه عن طريق مشروع كالرؤيا -مثلا- وهي قد تصدق وقد تكذب، فإن طابقت الواقع فهي صادقة، وإن خالفته فهي كاذبة. هذا إذا كان مضمونها عن أمر ماض، ولا ينبغي له ذكرها ونشرها إذا تضمنت فضح إنسان ولو أذن له صاحبها لأن ستر المؤمن واجب، وإن فعل فقد أخطأ ويجب نصحه وبيان الحق له، كما لا ينبغي للمرء أن يسأل عن ذلك أيضا لأنه من الأسئلة الممنوعة؛ كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ {المائدة: 101} قال البخاري: وكان قتادة يذكر هذه الآية عند حديث غضب النبي صلى الله عليه وسلم وقوله لأصحابه: سلوني عما بدا لكم، فسأله ابن حذافة عن أبيه، قال ابن شهاب كما عند مسلم: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قالت أم عبد الله بن حذافة لعبد الله بن حذافة: ما سمعت بابن قط أعق منك، أأمنت أن تكون أمك قد قارفت بعض ما تقارف نساء أهل الجاهلية فتفضحها على أعين الناس. . وهنا قاعدة ذكرها العلماء لمقياس صلاح المرء وفساده نقلها ابن كثير في تفسيره: عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي قال: قلت للشافعي: إن صاحبنا الليث كان يقول: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة، فقال الشافعي: قصر الليث رحمه الله بل إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة، وهذه قاعدة عامة يجب محاكمة كل شخص إليها قبل الحكم عليه بصلاح أو غيره، فالتزامها هو مقياس الصلاح، وتركها هو مقياس الفساد.
وخلاصة القول أن الغالب على مثل هؤلاء أن يكونوا كهنة يتعاملون مع الجن بما لا يجوز، وقد بينا حكم التعامل مع الجن ما يباح وما يمنع في الفتوى رقم: 9734، ولكن لا بد من التثبت من حاله قبل الحكم عليه بما ذكرنا من ضوابط.
والله أعلم.
‰29 صفر 1427
نام کتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية نویسنده : مجموعة من المؤلفين جلد : 1 صفحه : 1388