فصل
ومن أعظم المنكرات وأقبح التهوُّكات ما يُفْعَل في بعض الأقطار التي ينتسب أهلها إلى الإسلام من فتح المدارس لتعليم صناعة التصوير الملعون فاعله، ويسمون تلك المدارس الفنون الجميلة.
وكل مَن في قلبه حياة وله أدنى معرفة بما بعث الله به رسوله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لا يشك أن فتح تلك المدارس والتعليم والتعلم فيها هو عين المحادة لله - تعالى - ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - وقد قال الله - تعالى -: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 63].
ومن القبائح والفضائح التي ذُكِرت عن تلك المدارس المؤسسة على معصية الله - تعالى - ومعصية رسوله - صلى الله عليه وسلم - أنهم يصوِّرون فيها الفاجرات الماجنات عاريات على أوضاع مختلفة؛ قائمات، وقاعدات، ومضطجعات، وهذا عين ما يفعله أهل الخلاعة من دول الإفرنج وغيرهم من أعداء الله - تعالى - ومَن تشبه بقوم فهو منهم، وفي هذه الأفعال الشنيعة من الترغيب في الفجور والدعاء إلى الإباحية ما لا يخفي على عاقل.
وقد روى البخاري في "صحيحه" وأبو داود وابن ماجه في سننيهما عن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت))،