و"البلشفية" و"المنشفية" تعني الأكثرية والأقلية، وهما الحزبان الأساسيان في تكوين الاشتراكية الشيوعية في روسيا؛ لقلب نظام الحكم واستلام السلطة، وكان حزب "البلاشفة" بزعامة "لينين" هم الأكثرية، ولذا كانوا يقولون لهم: "بلاشفة" أي الأعضاء الغالبية، بينما حزب "المنشفيك" كانوا هم الأقلية أي أقل من حزب "البلاشفة". وقد تزعمهم "بليخانوف" وكانوا كلهم على مبادئ "ماركس"، ولكنهم كانوا يختلفون في الطريقة التي سيتم بها تغيير روسيا إلى إظهار الشيوعية، وتطاحنوا فيما بينهم على الفريسة، وقد تم أخيرًا على يد "لينين" الاستحواذ على السلطة وانفصلوا عن "المنشفيك" نهائيًّا، وكونوا الحزب الشيوعي الروسي الذي قضى على عناصر "المنشفيك" فيما بعد، وكان الانفصال بين الحزبين قد ظهر في الحرب العالمية الأولى، حيث كان "البلاشفة" ينادون بإحلال السلام، وخالفهم في ذلك "المنشفيك" بل وعارضوا التعاون مع الأحزاب البرجوازية، وتوالت الأحداث إلى أن جاء "لينين" فأصبح "البلاشفة" هم الأغلبية التي قضت بعد ذلك على "المنشفيك" في صراع مرير ومؤامرات ومكائد حاقدة، كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.
قيام الدولة السوفيتية وسقوطها وانتشار الشيوعية ومواقع نفوذها
حكمت الشيوعية عدة دول منها: الاتحاد السوفيتي والصين وتشيكوسلوفاكيا والمجر وبلغاريا وبولندا وألمانيا ورومانيا ويوغسلافيا وألبانيا وكوبا وفيتنام، ومعلوم أن دخول الشيوعية إلى هذه الدول كان بالقوة والنار والتسلط الاستعماري، ولذلك فإن جل شعوب هذه الدول أصبحت تتململ بعد أن عرفت الشيوعية على حقيقتها، وعرفت أن الشيوعية ليست هي الفردوس الموعود الذي صوروه لهم، وبالتالي بدأت الانتفاضات والثورات تظهر في هذه الدول هنا وهناك.