الآخرين يقلدونك، إياك أن تلوث نفسك بالماء، بل مارس الصلاة، وفعل الخير والتأمل. لقد قدمت إليك هذه الكأس لعطفي عليك، عندئذٍ تلفظ ناناك بالصلاة أصبحت فيما بعد الدعاء الصباحي للسيخ، قال فيها: هناك إله واحد اسمه الحق والخالق، وهو أزلي وغير مولود، وموجود بذاته، وعظيم، ورحيم، وسوف يبقى إلى الأبد.
ترك ناناك الغابة بعد ثلاثة أيام من اختفائه فيها، وانطلق يبشر برسالته يرافقه صديقه مردانا الذي آمن بالدعوة، وجاب الصديقان، وجاء الهند للتبشير لكن النجاح لم يحالفهما إلا في بلاد البنجاب، وكثر الأتباع والتلاميذ السيخ في هذه المقاطعة، ويظهر من التلميحات الواردة في كتابة السيخ أن ناناك شهد غزوات إمبراطور المغول باببير، وأن تجواله للتبشير توقف في أثناء هذه الغزوات، ويبدو أن أحدهم تبرع له بقطعة أرض على ضفاف نهر رافي، فشيد عليها قريته المعروفة باسم كارتر بور، أمضى الغورو المعلم الأول ناناك بقية أيامه في القرية التي شيدها، ومات فيها عام ثمانية وثلاثين وخمسمائة وألف من الميلاد، بعد أن عيَّن مكانه خليفة من تلاميذه واسمه أنفادا، وجعله الغورو المعلم الثاني.
كتب السيخ المقدسة جُمعت الكتابات المقدسة عند السيخ في مجموعتين: المجموعة الأولى ويطلق عليها اسم آدي غرانت، ولها وضع شرعي لا خلاف عليه عند جميع الأتباع، والمعنى الحرفي للكلمة هو المجلد الأول، وجُمعت هذه المجموعة ما بين عامين ألف وستمائة وثلاثة وألف وستمائة وأربعة من الميلاد أي: بعد حوالي خمسة وستين سنة من وفاة ناناك، وقام بجمعها المعلم الروحي أرجان.