وكان "أنندا" من أنصار المرأة، وكان ابن عم بوذا وصفيه، فما زال يلح على بوذا حتى قبل ضم النساء إلى جماعته، وأتباعه، على أنه على الرغم من ذلك كان يرى في هذا خطر على المجتمع البوذي، وقد قال لـ"أنندا" مرة: لو لم نضم المرأة لدام النظام الخالص طويلًا، أما الآن بعد دخول المرأة بيننا فلا أراه يدوم طويلًا.
وقد أُثِرَ عن بوذا قوله: للنظام من بعدي أن يغير من سننه ما يراه مضرًّا لمقاصده وحياته، ويرى العلامة "رادها كريشنان": أن بوذا عنى بهذه الجملة لأتباعه طرد النساء إذا رأوا منهن خطرًا على الدعوة.
لمحة تاريخية عن البوذية وانتشارها، والكتب المقدسة لديهم
هذا؛ ونذكر لمحة تاريخية عن البوذية، والكلام عن تاريخ البوذية يشمل اتجاهين أحدهما دراسة البوذية من ناحية تطورها الفكري والفلسفي والثاني دراسة البوذية من ناحية انتشارها، وما صادفته من انكماش وانبساط، وعوامل ذلك، وفيما يلي حديثنا عن كل من هذين الاتجاهين:
أ- تطور البوذية الفكري والفلسفي:
صورنا فيما سبق البوذية في حياة مؤسسها فشهدنها نظاما أخلاقيا واتجاهًا تربويًّا، ولكنها أخذت تتطور من قرن إلى قرن، فدخلتها مسائل عن الإلهيات والكون كان بوذا قد نهى عنها، وحذر منها مريديه، ولكنهم بعده بحثوا فيها، وأدرجوها في التعليم نفسه، فأصبحت البوذية مذهبًا فكريًّا ومباحث عقلية، وبعدت البوذية الجديدة بذلك عن القديمة.
لقد كانت البوذية القديمة تزكية وتربية، فأصبحت البوذية الحديثة فكرًا وفلسفة، وقد قسمها العلماء حسب الطابع العام إلى البوذية القديمة والبوذية الجديدة،