وتشبه الأوهام، والضلالات، والأكاذيب سفن كبيرة مزينة إلا أن السوس قد نخر خشبها ومن ركبها معرض للمخاطر، والتهلكة، لذلك يعتبر امتلاك الأوهام والضلالات هو الموت والخطيئة هي طريق الضياع.
أما الحقيقة فإنها أقوى من قوة الموت، هي حاضرة في كل مكان، هي خالدة ومجيدة، ومجدها عظيم، ثم إن الحقيقة تهدي إلى طريق الاستقامة، والخلاص، وهي الطريقة النبيلة ذات الشعب الثمانية، وهي أيضًا طريق مستقيمة وواضحة ويجدها بسهولة من يحبها، وسعداء هم الذين يسيرون على طريق الحقيقة.
البوذا هو الذي كشف الحقيقة، وأظهرها، وبين الطريق إليها، وأسس مملكتها وأدار عجلتها، وحقيقة الحقيقة التي أعلنها البوذا لا يمكن حصرها في مكانٍ ما، مهما كان هذا المكان بعيدًا في لانهائيته إنها لا متناهية، ولا يوجد أبدًا مكان للحقيقة في الإحساس، ولا في ملذاته، ولا في آلامه، صحيح أن الإحساس هو الخطوة الأولى إلى الحقيقة، لكن لا يوجد أبدًا مكان فيه للحقيقة مهما كانت قدرة الإحساس على السطوع من الوجه اللامع من الجمال، ومن صنوف مباهج الحياة.
نظرة لأهمية الإحساس من حيث هو الخطوة الأولى في الحقيقة، والمدخل إلى عالمها؛ فإن البوذا علم الناس كيفية الاستعمال الصحيح للإحساس، والممارسة الصحيحة، والصالحة للعقل، وعلم بوذا الصلاح، وغير على هذا الوجه المخلوقات العاقلة إلى كائنات إنسانية صالحة طيبة، ووجدت الحقيقة مكانًا تقدر أن تقيم فيه وهو الروح الإنسانية.
يخالف بوذا أصحاب الاتجاهات العقلانية، ويؤكد بأنه لا يوجد أبدًا مكان للحقيقة في العقلانية إذ العقلانية سيف ذو حدين، يستعمل العقل لمقاصد