لازمه كل فترة التبشير، وحضر موته، وجمع الرهبان بعد موت الأستاذ.
في جماعات النبلاء، والبراهمة، وأرباب البيوت والرهبان، والجماعات كائنات أخرى من عاداتي عندما أدخل على إحدى الجماعات، وقبل جلوسي آخذ لونًا شبيهًا بلون الحاضرين لسماعي، وصوتًا شبيهًا بصوتهم، وأستعمل لغتهم، وأحدثهم بحديث ديني، معلمًا إياهم، وموحيًا في نفوسهم القوة، والانتعاش، ومالئًا قلوبهم بالفرح.
ففي كلام بوذا هنا إشارة واضحة على احترام قدرات الناس على الفهم وعلى أهمية مسايرة جلساءه بأن يكون كأيِّ فردٍ منهم، بذلك، ومن هذا القبيل استعمل بوذا الأسلوب القصصي، والأمثال في ترويج أفكاره ونشرها؛ لأنها أقرب إلى فهم الناس إضافة إلى الصور الرمزية، والعبارة السهلة في خطابه الديني.
كما أن البوذا كان شديد الحرص على إعداد رسله وإمدادهم بكل أدوات الإقناع ليضمن نجاحهم في نشر الدعوة حتى إنه كان يمتحنهم قبل إرسالهم في بعثات تبشيرية، كما حرص بوذا على تأسيس كنيسته، وتقديم يد العون لشد أزرها، وتوحيد كلمة رهبانها أينما كانت، إلا أن الأمر لم يدم طويلًا بعد موته، أول مجمع كنسي للبوذيين عقد في مدينة "رادجا اريها" بغية عرض عقائد المقبوض بوذا الظاهرة وتصنيفها في مجموعات، ومقابلة الكتابات المقدسة بعضها مع بعض للتأكد من عدم وقود أي نقص فيها أو أي خطأ يتخللها، والعمل على إقرار قانون كنسي يُتخذ كنبع تعليمي لتعليم وإرشاد الأجيال الآتية.
عندما احتشد أتباع بوذا سألوا "كاسياما" وكان أعلم تلاميذ بوذا أن يقرأ عليهم آراء المقبوض الإلهيات فقرأها عليهم، وسألوا "أوباري" وكان أعلمهم بالشريعة أن يتلو عليهم النظام، ثم سألوا "أنندا" أن يروي لهم حكايات بوذا،