والصور الأنيقة له، وبالغوا في تكريم المعلم السيد، اعتبروه معلمًا للآلهة، كما للبشرية، وسيدًا خالدًا، ومحركًا للكون، ومؤسسًا لمملكة الحقيقة.
واعتبر البوذيون أن صاحب الشريعة عاش قبل أن يصبح المستنير خمسمائة وثلاثين نوعًا من الحياة، عاش إلهًا اثنتين وأربعين مرة، وملكًا خمسة وثمانين مرة وأميرًا أربعة وعشرين مرة، وعالمًا اثنتين وعشرين مرة، كما عاش لصًا مرتين، وعبدًا مرة واحدة، ومقامرًا مرة واحدة، وعاش عدة مرات في أجسام أسد فغزال، فجود فنسر فثعبان، وكان مميزًا في كل الحيوانات السابقة، وكان أحكم أبناء الجنس الحيواني الذي وُلد فيه.
ومن الحكايات التي يحكيها البوذيون واحدة تتحدث عن بوذا عندما كان يعيش في صورة طائر؛ إذ كان له سلطة على جميع طيور الغابة، وذات صباح فوجئت الطيور بأكوام من التراب، والغبار تتساقط من فروع الشجرة التي كانت تتحرك، ويحتك بعضها بالبعض الآخر، وأخذ الدخان يتصاعد، وبدأ الرعب يسيطر على كل الطيور، وفكر بوذا الطائر لا شك أن الفروع إذا استمرت في احتكاكها فلا بد أن يؤدي الاحتكاك إلى حصول الشرر، وإذا وُجد الشرر فسيتطاير، وتشتعل النيران، فتحرق الأوراق الجافة المتطايرة.
وإذا اشتعلت النيران في الأوراق فسرعان ما تحترق الشجرة العظيمة نفسها، فكر عندئذ وقال إذا أردنا الحياة علينا أن نبتعد عن المكان وأن نرحل على الفور وراح الطائر بوذا يغرد لتسمعه بقية الطيور، وهو يغني الأغنية التالية: "إن الشجرة بنت الأرض، وهي التي نعتمد عليها نحن أبناء الهواء، هذه هي الشجرة نفسها بدأت تشتعل بالنار فاهربي أيتها الطيور بعيدًا في السماوات، فموطننا هو