المجدول أو لبس الثوب الخشن أو التغطي بالغبار، أو تقديم الذبائح إلى "أغنا" إله النار عند الهندوس يساعد على تطهير الإنسان الذي لم يتحرر من عيوبه وضلالاته.
قراءة كتب "الفيدا" وتقديم التقديمات إلى الكهنة، وذبح الذبائح للآلهة، وإماتة الذات تحت وطأة الحرارة، أو البرد لا تطهر أبدًا الذين لم يتحرروا من عيوبهم، وضلالاتهم، والطريق الوسطي التي يدعو إليها بوذا تزيح الطريقين المتطرفين، وهذه الطريق تفتح الأعين، وتعطي الفهم، وتؤدي إلى سلام الفكر والروح، وإلى الحكمة السامية وإلى الاستنارة الكاملة وإلى "النيرفانا".
الأمر السلوكي الآخر الذي خالف فيه بوذا المتشددين في التقشف وإماتة الذات الاختيارية أنه سمح للرهبان بلبس الثياب المدنية، إذ كان النساك، والرهبان يعيشون عراة، ويلبسون الخِرَقَ الرثَّةَ المجموعة من المقابر، أو من كومات النفايات، وكانت هذه الثياب تنقل إليهم الأمراض، حتى إن بوذا نفسه أُصيب بمرض شديد نقلته إليه الثياب الوسخة التي كان قد جمعها من النفايات.
وتذكر الروايات أن الناس فرحوا كثيرًا عندما سمعوا بسماح بوذا للرهبان بارتداء الثياب المدنية، وقُدمت في يومٍ واحدٍ عدة آلاف من البذلات إلى الرهبان من قبل السكان "رادجا كريها" كما سمح بوذا بتناول الأدوية والمعالجة، وهو أمرٌ لم يكن معهودًا في حياة الرهبان والنساك الهندوس الذين يعتبرون أن شدة الألم، وقهر الجسد طرائق للخلاص من العلاقات المادية، فلما حلَّ المرض بالرهبان استدعى بوذا الطبيب "ديجي فياكا" لمعالجتهم، وأمرهم بتناولِ الدواءِ، وألزمهم باستعمال المراهم الطبية، وعندما أصيب بوذا بالمرض قَبِلَ باستدعاء الطبيب ومعالجته بالأدوية، وحمامات مناسبة حتى شُفي من مرضه.