عمل الخير والشر، وإذا استطاع الإنسان أن يجتاز هذا الطريق وصل إلى انطلاق، أو "النيرفانا" التي لا تختلف مدلولاتها اختلاف ذا بال، بالمدلول في الجميع هو التخلص من تكرار المولد، والحصول على اللذة الصادقة، والسعادة الدائمة، ولنعد إلى "النيرفانا" بالشرح الإيضاح.
وقد سبق الكلام عن الإشراقة والكشف عن الأسرار وذكرنا أن "غوتاما" وهو تحت الشجرة المقدسة تمت له الإشراقة وانجلت له عقدة الكون وبوذا نفسه يصف هذه الإشراقة فيقول: كلمني صوت من داخلي قائلًا: إن الهوى هو أصل الحزن، والنفس هي التي تجلب الشقاء، وذلك أن المرء يقول دائمًا: أنا أنا، ويقول أيضًا: زوجتي وأولادي فهم أيضًا نوع من أنا، أما من سواهم فليسوا أنا، فيهوى ما يرى فيه شهوة نفسه، وإذا خاب شقي، وبهذه الفكرة يذهب الناس في الدنيا كالحريق العظيم المدمر فيؤذون ويقتلون، ويكونون لعنة على الخلق.
قال بوذا للصوت: إن قبلت قولك فهل أنال الحرية، فأجاب الصوت نعم نعم، إنه يجلب لك الحرية أيها الناسك، فهل هذه "النيرفانا"؟ هل هي القضاء على الأنانية والتحرر من الهوى، وسلطان النفس؟ نعم هذا هو اتجاه بعض الباحثين وعبارته في ذلك هي أن شقاء الحياة وعناءها، وضجرها تبعث من رغبات النفس، وإن الإنسان يستطيع أن يكون سيدَ رغباته لا عبدًا لها، وإن في مقدوره الإفلات من قوة هذه الرغبات بقوة الثقافة الروحية الداخلية، ومحبة الآخرين، واتخذ تلاميذ بوذا هذا الاتجاه أحيانًا نظرية لهم توصل للنجاة أو لـ"لنيرفانا"، وتقي من تكرار المولد.
وقد حدث أن سأله تلاميذه مرة عن مريد له مات حديثًا هل نجا من تكرار المولد فأجاب بالإيجاب، ولكن أحد البراهمة سمع ذلك، فاعترض على هذا