وفي معبد "بروبودور" بالقرب من "جوكاجاكرتا" بأندونيسيا توجد الشجرة الوحيدة في "جاوا" من هذا النوع، والبوذيون يسعون إليها للتبرك والزيارة، وتحميها إدارة المعبد بسور حولها خوف أن يلتقط البوذيون أوراقها أو أغصانها للتبرك، أو يعبثوا بجذعها في تقربهم لها، واحتكاكهم بها.
ويعلق ويلز على عناية البوذيين بهذه الشجرة بقوله: "ومن سوء الحظ أن تلاميذ "غوتاما" عنوا بحفظ شجرته أكثر من عنايتهم بالحفاظ على أفكاره التي أساءوا منذ البداية فهمها وشوهوها ومسخوها، أما غابة "أوريلا" فقد فقدت منذ ذلك التاريخ هذا الاسم، واتخذت اسمًا جديدًا يتناسب مع هذا الحدث الجلل الذي حدث بها، وهذا الاسم هو "بوذاكيا".
الدعوة للبوذية وإعداد دعاتها:
وبعد أن كُشف عن بوذا الحجاب، وأدرك منيته وقف مترددًا بعض الوقت وسأل نفسه أيقنع وحده بهذا النعيم الذي انغمس فيه، ويستمتع وحده بهذا السر الذي انكشف له؟ أم يبشر به، ويذيع أمره بين الناس حتى ينعموا معه بتلك السعادة، وذلك السرور؟ وفكر بوذا في قصور البشر عن إدراك هذه الحقائق السامية؛ خشية أن يكذبه الناس، ويرموه بالافتراء، أو الجنون، فأوشك أن يكفي بهذا السر لنفسه غير أن جانب الخير، كما يقول غلب عليه، والميل إلى الإيثار رجح في نفسه، ورأى أن عليه أن يدعو الناس، وليس عليه أن يفكر في النتيجة؛ إنه يريد الخير لهم والهداية، وإن لم يستجيبوا فقد أدى واجبه وأرضى ضميره.