نام کتاب : الأشاعرة في ميزان أهل السنة نویسنده : فيصل الجاسم جلد : 1 صفحه : 572
منفصلاً عن الله، وهذا معلوم بالحس والمشاهدة، فظاهر االآية لا يدل على أن قول القائل: {يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} أنه جعل فعله أو تركه في جنب يكون من صفات الله وذاته.
وإنما المراد بجنب الله، طاعة الله، وأمر الله، وحق الله، كما يقال (سبيل الله). ومنه ما ورد من قوله - صلى الله عليه وسلم -: (من قتل دون ماله مظلوما فهو شهيد، ومن قتل دون نفسه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون جاره فهو شهيد، ومن قتل في جنب الله فهو شهيد) [1].
وكما في قول إبي الدرداء - رضي الله عنه -: (إنك لن تتفقه كل الفقه حتى تمقت الناس في جنب الله، ثم ترجع إلى نفسك فتجدها أمقت من سائر الناس) [2].
وفي قول خالد بن معدان: (لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس في جنب الله أمثال الأباعر، ثم يرجع إلى نفسه فتكون هي أحقر حاقر) [3].
قال ابن منظور في اللسان (مادة جنب): (قال الفراء: الجنب القرب، وقوله عز وجل: {على ما فرطت في جنب الله} أي: في [1] رواه الحارث في مسنده كما في المطالب العالية لابن حجر (9/ 200). [2] رواه أحمد في الزهد (ص134) وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 110) والخطابي في العزلة (ص61). [3] رواه ابن المبارك في الزهد (ص99)
نام کتاب : الأشاعرة في ميزان أهل السنة نویسنده : فيصل الجاسم جلد : 1 صفحه : 572