responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العلمانية - نشأتها وتطورها نویسنده : الحوالي، سفر بن عبد الرحمن    جلد : 1  صفحه : 423
مستوياتنا الخلقية عبء تنوء به الطبيعة البشرية، وكان من أثر ذلك كله أن المتحمسين من غير المختصين كانوا يدعون إلى التخلي الكامل عن التحكم وفرض النظام، سواء في ميدان التعليم أو ميدان العلاقات الجنسية، أو غير ذلك من الميادين إلى درجة جعلت الآباء يخشون من ممارسة أبسط أنواع الرقابة على أبنائهم مخافة إصابتهم بالكبت أو الأمراض العصبية".
ويقول: "إن التحليل النفسي بصرف النظر عن الإفراط في الحماس وسوء الفهم وسوء الاستخدام، قد ساعد -فعلاً- على تقويض أركان الأخلاق التقليدية، فلقد كشف عن شيء من السذاجة والخرق في عمل سلطات الرقابة الخلقية في الإنسان" [1].
ويقول الفيلسوف جود: "ولكن مذهب التحليل النفسي قد أثر في موقف الإنسان من الاستغراق في الحاضر والاستمتاع به، وحري أن يقال: إن هذا التأثير قد أتى بصورة مباشرة من أن يقال: إنه أتى عن طريق ما بعثه من الشك في الأخلاق التقليدية وما تنطوي عليه من القيود والمحرمات، فهو بالإضافة إلى نزعة الثقة من الاتجاهات القديمة التي تنحو إلى القصد والزهد في الحياة، قد أقام مذهباً إيجابياً يحمل الناس إلى ممارسة الحاضر والانغماس في تجاربه، فلم يقتصر على القول بأن من العبث أن نحرم أنفسنا طلباً للخلاص الموعود في الآخرة، بل جعل من واجبنا أن نتلمس اللذات، ونغفل عن شئون الروح؛ فالتحليل النفسي مسئول عن هذه العقيدة الإيجابية التي تتلخص في التعبير عن النفس، فكان من تعاليم فرويد أن كبح الدوافع الغريزية وكظم الرغبات الشعورية فيه إضرار بالشخصية يتناول أسسها العميقة.

[1] الإنسان والأخلاق والمجتمع: (42، 43).
نام کتاب : العلمانية - نشأتها وتطورها نویسنده : الحوالي، سفر بن عبد الرحمن    جلد : 1  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست