كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}.
قال ابن جرير: "قوله {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} يقول: وكل ما ذكرنا من الشمس والقمر والليل والنهار في فلك يجرون، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل".
وقال ابن كثير: "قوله تبارك وتعالى: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} يعني الليل والنهار والشمس والقمر كلهم يسبحون أي يدورون في فلك السماء. قاله ابن عباس وعكرمة والضحاك والحسن وقتادة وعطاء الخراساني.
وقال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى: "والله سبحانه قد أخبر بأن الشمس والقمر والليل والنهار كل ذلك يسبح في الفلك فقال تعالى {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}. والفلك هو المستدير كما ذكر ذلك من ذكره من الصحابة والتابعين وغيرهم من علماء المسلمين، والمستدير يظهر شيئا بعد شيء، فيراه القريب منه قبل البعيد عنه".
وقال الشيخ أيضا: "لفظ الفلك يدل على الاستدارة وعلى سرعة الحركة كما في دوران فلكة المغزل ودوران الرحى".
وقال أيضا: "والسباحة تتضمن الجري بسرعة كما ذكر أهل اللغة". انتهى.
وأما الأرض فإنها ساكنة ثابتة لا تتحرك ولا تزول من موضعها فضلا عن أن يكون لها فلك تدور فيه، وقد ذكرت الأدلة على سكونها في الصواعق الشديدة فلتراجع هناك.
وأما تحديدهم لمحيط فلك الأرض الذي توهموه بعقولهم الفاسدة بما ينيف على سبعين ألف سنة، وتحديدهم أيضا لمعدل سرعتها في الساعة والدقيقة، وما