وتقدم أيضا ما رواه ابن مسعود وثوبان رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «وإذا ذكر النجوم فأمسكوا» أي عن التصديق بها، كما تفيده الأحاديث المذكورة قبل هذا الحديث والله أعلم.
فصل
وذكر الصواف في صفحة 31 أبا جعفر المنصور، ثم قال "وهو الخليفة الثاني"
والجواب أن يقال هذا الإطلاق خطأ، لأن الخليفة الثاني على الإطلاق إنما هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأما المنصور العباسي فلا يقال فيه أنه الخليفة الثاني على وجه الإطلاق، بل لابد من التقييد بأن يقال ثاني خلفاء بني العباس أي الخليفة الثاني من بني العباس.
فصل
وفي صفحة 31 أيضا ذكر الصواف عن بعض الفلكيين أن مدار الشمس بيضاوي الشكل - يعني أنه غير مستدير.
والجواب أن يقال هذا قول باطل مردود لمخالفته لمدلول الكتاب والسنة والإجماع والمعقول الصحيح، قال الله تعالى {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} وقال تعالى {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}، والفلك في اللغة هو الشيء المستدير.
قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى: "الأفلاك مستديرة بالكتاب والسنة والإجماع، فإن لفظ الفلك يدل على الاستدارة ومنه قوله تعالى {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} قال ابن عباس رضي الله عنهما في فلكة كفلكة المغزل، ومنه قولهم تفلك ثدي الجارية إذا استدار، وأهل الهيئة والحساب متفقون على ذلك".