والمشكلة التي حيرت العلماء هي أن الشمس, كما يؤخذ من علم طبقات الأرض لم تزل تشع نفس المقدار من الحرارة منذ ملايين السنين. فإن كانت الحرارة الناتجة عنها نتيجة احتراقها فكيف لم تفنَ مادتها على توالي العصور, فلا شك أن طريقة الاحتراق الجارية فيها غير ما نعهد ونألف وإلا لكفاها ستة آلاف سنة؛ لتحترق وتنقد حرارتها. وقد زعم البعض أن النيازك والشهب التي تسقط على سطحها تعوض الحرارة التي تفقدها بطريق الإشعاع.
ومن ذلك ما ذكره في صفحة 58 - 59 - 60 من الإعلانات لبعض الإفرنج المعاصرين عن انفجارات حدثت في الشمس في سنة 1956 و1957 ميلادية. منها ما يعادل القوة الناجمة عن تفجير مليوني قنبلة هيدروجينية وأنه حدث في منطقة أكبر بكثير من مساحة الكرة الأرضية. ومنها ما يعادل انفجار مائة مليون قنبلة هيدروجينية دفعة واحدة.
ومن ذلك قوله في صفحة 60 (سكون الشمس وجريانها).
فجمع بين النقيضين.
ثم قال: والذين قالوا بقرارها قالوا هي ثابتة ومتحركة في آن واحد. ثابتة على محورها الذي أرساها الله لها ومتحركة حول هذا المحور أي: هي دائرة حول نفسها ومثلها مثل المروحة السقفية الكهربائية فهي ثابتة في سقفها وهي متحركة حول نفسها, وهؤلاء استدلوا بقوله تعالى {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} , وفسروا المستقر بالمحور. وقد قال بهذا القول رجال من سلف هذه الأمة الخيار.
فانظروا إلى هذه الجراءة على كتاب الله وحمله على غير ما يراد به.