كان الرسول أعلم الخلق بالحقائق الخبرية والطلبية وأحب الخلق للتعليم والهداية والإفادة وأقدر الخلق على البيان والعبارة امتنع أن يكون من هو دونه أفاد خواصه معرفة الحقائق أعظم مما أفادها الرسول لخواصه فامتنع أن يكون عند أحد من الطوائف من معرفة الحقائق ما ليس عند علماء الحديث. انتهى المقصود من كلامه ملخصا.
الوجه الثامن: أن الصواف صدر كلامه في هذا الموضع بعنوان (اتساع الكون) ثم أورد الآيات الثلاث من سورة المؤمنين وسورة الذاريات وسورة الملك ثم عقب ذلك بما أحرزه الجهل الفزيقي والكشوف الجهلية الحديثة في الفلك من أن الشمس والقمر والنجوم والمذنبات والنيازك والشهب والسدم إنما هي سموات فوق سموات تتألف منها عوالم الكون, وما قاله الجاهل الفلكي "أرثر فندلاي" من أن السموات السبع أفضية منسابة, وأن الأرضين السبع كرات أثيرية تحيط بالكرة الأرضية وتتخللها.
وهذا ظاهر في حمله الآيات الثلاث على ما ذكره بعدها وجعله كالتفسير لها وذلك من تأويل الآيات على غير تأويلها.
وقد قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى: من فسر القرآن والحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين فهو مفتر على الله, ملحد في آيات الله, محرف للكلم عن مواضعه. انتهى.
الوجه التاسع: أن الله تعالى نص في تسعة مواضع من القرآن على أن السموات سبع فقط. وأخبر في سورة الملك وسورة نوح أنها طباق أي: بعضها فوق بعض. وقال في سورة المؤمنين: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ} أي: بعضها فوق بعض, كما قاله غير واحد من المفسرين وأئمة اللغة. وأخبر