وقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا} وقال تعالى مخبرا عن نوح عليه السلام قال لقومه: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}.
ومن زعم أن القمر كوكب للأرض فقوله مردود لمخالفته لنصوص القرآن.
الوجه الرابع: أن القمر قرين الشمس في كتاب الله تعالى, فهو قرينها في الحسبان والجريان والسبح في الفلك والدؤوب في السر والبزوغ والأقوال قال الله تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} وقال تعالى: {فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} وقال تعالى في أربعة مواضع من القرآن: {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} وقال تعالى في موضعين من كتابه: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} وقال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} وقال تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ}.
وإذا كان القمر قرين الشمس في كتاب الله تعالى فإنه يلزم أن يقال في الشمس مثل ما قيل في القمر, فمن قال إن دوران القمر حول الأرض معلوم مقرر لزمه أن يقول مثل ذلك في الشمس, وأن لم يفعل فقد فرق بين متماثلين وآمن ببعض الكتاب ورد بعضه, فليختر الصواف وأشباهه من العصريين أي الخطتين شاؤوا, فلا محيد لهم عن إحداهما.