فلك واحد تجري فيه على نسق مضبوط لا يتقدم شيء منها على غيره ولا يتأخر عنه كما هو معلوم بالمشاهدة.
وأما قوله لذا خصها الله عز وجل في كتابه العزيز إذ قال {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى}.
فجوابه أن يقال إنما خصها الله بالذكر دون غيرها من النجوم, لأن طائفة من العرب كانوا يعبدونها فأخبر الله تعالى أنها مخلوقة مربوبة. والعبادة لا تصلح لشيء من المخلوقات وإنما هي من خصائص الرب جل جلاله.
ونظير هذه الآية قوله تعالى {وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}.
فأما زعم الصواف أن الله تعالى خص الشعرى بالذكر من أجل ما زعمه الفلكيون من سرعة جريانها, فذلك من الإلحاد في آيات الله وتحريف الكلم عن مواضعه.
وأما قوله وهناك الشعرى الشامية لها خصائص ومميزات أخرى.
فجوابه أن يقال: إن الشعرى الشامية كغيرها من النجوم التي قد جعلها الله زينة للسماء الدنيا. وما كان في السماء فالقدرة البشرية عاجزة عن الوصول إليه والعلم بخصائصه ومميزاته. ولم يخبر الله تعالى في كتابه ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن الشعرى الشامية لها خصائص ومميزات. فمن زعم أن لها خصائص ومميزات سوى ما يشاهده الناس من ضعف ضوئها عن ضوء الشعرى اليمانية فقوله مردود عليه إذ لا مستند له سوى التخرص والرجم بالغيب.
وأما زعمهم أن الشعرى اليمانية نورها خمسون ضعف نور الشمس وأنها أسطع من خمسين شمسا كشمسنا. وأن ثلاثا من بنات نعش يفقن الشمس