بإحسان وأئمة العلم والهدى من بعدهم، ولولا أني أخشى أن يغتر بعض الناس بعنوان رسالة ابن محمود فيظن أنها على طريقة أهل السنة والأثر مع أنها على طريقة غلاة القدرية الذين ينكرون كتابة لمقادير قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وينكرون كتابة الملك الموكل بالجنين لما يقضي الله فيه من ذكورة أو أنوثة وسعادة أو شقاوة ورزق وأجل، وأن يغتروا أيضا بما قرره في رسالته من نفي كتابة المقادير وزعمه أنها عبارة عن العلم القائم بذات الله وسبق علمه بالأشياء قبل وقوعها، وما قرره أيضا في معنى القضاء والقدر مما أخذه من كلام عدو الله القصيمي في أغلاله، فلولا خشية الاغترار بما ذكرته من كلام ابن محمود لما كتبت في الرد عليه شيئا.
والمقصود من هذا الرد نصيحة المردود عليه ثم نصيحة غيره لئلا يغتروا بكلامه.
والله المسئول أن يريني وإياه وإخواننا المسلمين الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ولا يجعله ملتبسا علينا فنضل.
(فصل)
وأما الرسالة الثانية لابن محمود وهي التي سماها (إتحاف الأحفياء برسالة الأنبياء) فالتعقيب عليها يتلخص في ثلاثة عشر شيئا:
الأول: في زعمه أن كل نبي فإنه رسول وأنه لا فرق بين الرسول والنبي إلا بمجرد الإسلام والمسمى واحد.
والثاني: قوله أن ابن كثير هو أسبق من تكلم بالتفريق بين الرسول والنبي.
والثالث: قوله أن شيخ الإسلام ابن تيمية لم يذكر في كتاب النبوات فرقا بين الأنبياء والرسل.
الرابع: زعمه