responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقالات الإسلاميين - ت زرزور نویسنده : الأشعري، أبو الحجاج    جلد : 2  صفحه : 429
فأما ما حكاه جعفر من قول من قال: إن القرآن ينقل فلا أدري أصاب في حكايته أو وهم فيها.
19 - والذي كان يقول به أبو الهذيل: إن الله -عز وجل- خلق القرآن في اللوح المحفوظ وهو عرض وأن القرآن يوجد في ثلاثة أماكن: في مكان هو محفوظ فيه وفي مكان هو مكتوب فيه وفي مكان هو فيه متلو ومسموع وأن كلام الله - سبحانه - قد يوجد في أماكن كثيرة على سبيل ما شرحناه من غير أن يكون القرآن منقولاً أو متحركاً أو زائلاً في الحقيقة وإنما يوجد في المكان مكتوباً أو متلواً أو محفوظاً فإذا بطلت كتابته من الموضع لم يكن فيه من غير أن يكون عدم أو وجدت كتابته في الموضع وجد فيه بالكتابة من غير أن يكون منقولاً إليه فكذلك القول في الحفظ والتلاوة على هذا الترتيب وأن الله - سبحانه - إذا أفنى الأماكن كلها التي يكون فيها محفوظاً أو مقروءاً أو مسموعاً عدم وبطل وقد يقول أيضاً: أن كلام الإنسان يوجد في أماكن كثيرة محفوظاً ومحكياً.
وإلى هذا القول كان يذهب محمد بن عبد الوهاب الجبائي وكان محمد يقول: إن كلام الله - سبحانه - لا يحكى لأن حكاية الشيء أن يؤتى بمثله وليس أحد يأتي بمثل كلام الله -عز وجل- ولكنه يقرأ ويحفظ ويكتب وكان يقول أن الكلام يسمع ويستحيل أن يكون مرئياً.
20 - وقد حكي عن الإسكافي أنه كان يقول: إن كلام الله - سبحانه - يوجد في أماكن كثيرة في وقت واحد محفوظاً ومسموعاً ومكتوباً وأنه يستحيل ذلك في كلام البشر وأن كلام البارئ - سبحانه - خص بما ليس لكلام غيره من أنه كائن في أماكن كثيرة في وقت واحد.
21 - وقال جعفر بن حرب وجعفر بن مبشر ومن تابعهما أن القرآن خلقه الله - سبحانه - في اللوح المحفوظ لا يجوز أن ينقل وأنه لا يجوز أن يوجد إلا في مكان واحد في وقت واحد لأن وجود شيء واحد في وقت واحد في مكانين على الحلول والتمكن يستحيل.
وقالوا مع هذا: أن القرآن في المصاحف مكتوب وفي صدور المؤمنين محفوظ وأن ما يسمع من القارئ هو القرآن على ما أجمع عليه أكثر الأمة إلا أنهم ذهبوا في معنى قولهم هذا إلى أن ما يسمع ويحفظ ويكتب حكاية القرآن لا يغادر منه شيئاً وهو فعل الكاتب والقارئ والحافظ وأن المحكي حيث خلقه الله -عز وجل- فيه قالوا: وقد يقول الإنسان إذا سمع كلاماً موافقاً لهذا الكلام: هو ذاك الكلام بعينه فيكون صادقاً غير معيب فكذلك ما نقول: إن ما يسمع ويكتب ويحفظ هو القرآن الذي في اللوح بعينه على أنه مثله وحكايته وجعفر بن مبشر يقول: إن الكلام يرى مكتوباً.

نام کتاب : مقالات الإسلاميين - ت زرزور نویسنده : الأشعري، أبو الحجاج    جلد : 2  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست