نام کتاب : المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 19
ويروى بِيبَا[1], فإنما أراد به الإتباع لإقامة الوزن وأصل بنائها[2] على "فِعْل" ساكنة العين. ألا ترى أن هذا الشعر من الضرب الثالث من المتقارب ووزنه في العروض فَعَل. وبيته:
وأبني[3] من الشعر شعرا عويصا ... ينسي الرواة الذي قد رووا
فلو أسكن الجيم لفسد البيت كله؛ لأنه كان يصير ضربه على فِعْل, وهذا فاسد ممتنع. وأما قولهم: "رجل جِئِز، ومِحِك، ونِفِر" ونحوه, فإنما أصل بنائه على[4] فَعِل كحَذِر. ولكنهم كسروا فاء الفعل إتباعا من أجل حرف الحلق، كما قالوا: شِعِير وبِعِير، فكسروا فاء الفعل لكسرة عينه وعلى هذا تقول: "في رَغِيف رِغِيف" بكسر الراء. وحكى أبو زيد عن العرب: "الجنة لمن خاف وِعِيدَ اللهِ" ولا تقول: "في جَرِيب وقَفِيز: جِرِيب ولا[5] قِفِيز"؛ لأنه ليس ثاني حروفهما حرفا من حروف الحلق، فهذا تشعب, ثم نعود لما كنا فيه:
وفِعَل: يكون اسما وصفة. فالاسم نحو[6] ضلع وعنب، والصفة: قوم عدى ومكان سوى. وقال النابغة:
باتت ثلاث ليالٍ ثم واحدة ... بذي المجاز تراعي منزلا زيما
وفُعْل: يكون اسما وصفة. فالاسم: قفل وبرد، والصفة: حلو ومر.
وفُعُل: يكون اسما وصفة. فالاسم عنق وطنب، والصفة: سرح وطلق.
وفُعَل: يكون اسما وصفة. فالاسم ربع وخزز، والصفة: ختع وسكع, وقال[7] الراجز: [1] ظ، ش: بئبا. [2] ظ، ش: بنائهما. [3] ظ، ش: وأروي بدل: وأبني، وهما روايتان. [4] على: زيادة في ظ، ش. [5] لا: ساقط من ظ. [6] نحو: زيادة من ظ، ش. [7] ظ: قال.
نام کتاب : المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني نویسنده : ابن جني جلد : 1 صفحه : 19