نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 4 صفحه : 451
لرَبْط اسم باسم، وهو معنى العطف، نحوَ قولك: "جاء زيدٌ وعمروٌ". الثاني: أن يدخل لربط فعل بفعل، نحوَ: "قام زيدٌ وقعد". الثالث: أن يدخل لربط فعل باسم، نحو قولك: "نظرتُ إلى زيد"، و"انصرفت عن جعفر"، وهو معنى التعدية. الرابع: أن يدخل لربط جملة بجملة، نحو قولك: "إن تُعْطِنِي أشْكُرْك"، وكان الأصل: "تُعْطِينِي أشْكُرُك"، وليس بين الفعلَيْن اتصالٌ، ولا تعلّقٌ، فلمّا دخلت "إنْ" علّقتْ إِحدى الجملتين بالأُخرى، وجعلتِ الأوُلى شرطًا والثانية جزاءً.
وأما الضرب الثالث: وهو أن يدخل زائدًا لضرب من التأكيد، نحوُ قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} [1]، ونحو قوله: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ} [2]. ألا ترى أنّ "ما" لو كان لها موضعٌ من الإعراب، لَمَا تَخطّاها الباءُ، وعمِل فيما بعدها، وكذلك "لا" من قولهم: "ما قام زيدٌ ولا عمروٌ"، والواو هي العاطفة، و"لا"، لَغْوٌ كأنهم شبّهوها بـ "ما"، فزادوها. ومن ذلك "إن" الخفيفة المكسورة، في نحو قوله [من الوافر]:
فما إنْ طِبُّنا جُبُنٌ [ولكِنْ ... مَنايانا ودَوْلةُ آخرينا] (3)
والمراد: "فما طبنا". وكذلك المفتوحة في نحو قوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} [4]. فهذه الحروف ونحوها لا موضع لها من الإعراب، ولا معنى لها سوى التأكيد.
* * *
قال صاحب الكتاب: إلا في مواضع مخصوصة حذف فيها الفعل واقتصر على الحرف فجرى مجرى النائب، نحو قولك: "نعم" و"بلى" و"إي" و"إنه" و"يا" و"زيد" و"قد" في قوله [من الكامل]
1064 - [أرف الترحل غير أن ركابنا ... لما تزل برحالنا] وكأن قد
* * * [1] آل عمران: 159. [2] النساء: 155، والمائدة: 13.
(3) تقدم بالرقم 821. [4] يوسف: 96.
1064 - التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص 89؛ والأزهية ص 211؛ والأغاني 11/ 8؛ والجنى الداني ص 146، 260؛ وخزانة الأدب 7/ 197، 198، 10/ 407؛ والدرر اللوامع 2/ 202، 5/ 178؛ وشرح التصريح 1/ 36؛ وشرح شواهد المغني ص 490، 764؛ ولسان العرب 3/ 346 (قدد)؛ ومغني اللبيب ص 171؛ والمقاصد النحوية 1/ 80، 2/ 314؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 56، 356؛ وأمالي ابن الحاجب 1/ 455؛ وخزانة الأدب 9/ 8، 11/ 260؛ ورصف المباني ص 72، 125، 448؛ وسر صناعة الإعراب ص 334، 490، 777؛ وشرح الأشموني 1/ 12؛ وشرح ابن عقيل ص 18؛ ومغني اللبيب ص 342؛ والمقتضب 1/ 42؛ وهمع الهوامع 1/ 143، =
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 4 صفحه : 451