نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 4 صفحه : 308
وتقول في اللغة الثالثة: "قُولَ القَولُ"، فتُبْقِي ضمة القاف حرصًا علي بناء الكلمة، فعلى هذا تكون قد حُذفت كسرة الواو حذفًا من غير نقل.
وما كان من ذوات الياء، ففيه ثلاثةُ أوجه أيضًا:
أحدها: "بِيعَ المتاع"، والأصل: "بيعَ" بضم الباء وكسر الياء، فنقلت الكسرة من الياء إلى الباء من غير قلب.
وتقول في الوجه الثاني: "بِيعَ" بإشمام الباء شيئًا من الضمة. وقرأ الكسائي {وَغِيضَ الْمَاءُ} [1] بالإشمام، وقرأ غيره من القُراء بإخلاص الكسرة على الوجه الأوّل.
وفي الوجه الثالث: "بُوعَ المتاع"، كاتك أبقيتَ ضمةَ الباء [2] إشعارا بالأصل، ومحافَظة على البناء، وحذفت كسرة الياء على ما ذكرنا في الواو، فصار اللفظ "بُوعَ المتاع"، فتستوي ذوات الياء والواو، وأنشد ابن الأعرابي [من الرجز]:
999 - لَيتَ وما ينفَع شيئًا لَيْتُ ... لَيْتَ شَبابًا بوعَ فاشْتَرَيْت
فإن قيل: ولِمَ وجب تغيير الفعل إذا لم يسم فاعله؟ قيل: لأنّ المفعول يصح أن يكون فاعلاً للفعل، فلو لم يُغير الفعل، لم يُعلَم هل هو فاعل حقيقي، أو مفعول أقيم مقام الفاعل، ولهذا وجب تغييره.
فإن قيل: ولِمَ وجب التغيير إلى هذا البناء المضمومِ الأول المكسورِ ما قبل الآخر؟ قيل: لأنّ الفعل لما حُذف فاعله الذي لا يخلو منه، جعل لفظ الفعل علي بناء لا يشركه فيه بناء آخر من أبنية الأسماء والأفعال التي قد سمي فاعلوها خوف الإشكال، وقيل: إنما ضُم أوّله؛ لأنّ الضم من علامات الفاعل، فكان هذا الفعل دالا على فاعله، فوجب أن يحرك بحركةِ ما يدل عليه. [1] هود: 44. [2] في الطبعتين "القاف"، وهذا خطأ.
999 - التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص 171؛ والدرر 4/ 26، 6/ 260؛ وشرح التصريح 1/ 295؛ وشرح شواهد المغني 3/ 819؛ والمقاصد النحوية 2/ 524؛ وبلا نسبة في أسرار العربيَّة ص 92؛ وتخليص الشواهد ص 495؛ ومغنى اللبيب 2/ 632؛ وهمع الهوامع 1/ 248، 2/ 165.
الإعراب: "ليت": حرف مشبه بالفعل. "وما": الواو حرف استئناف، "ما": حرف استفهام. "ينفع": فعل مضارع مرفوع. "شيئًا": مفعول به منصوب. "ليت": فاعل "ينفع". "ليت": حرف مشبه بالفعل مؤكد للأوّل. "شبابًا": اسم "ليت" منصوب. "بوع": فعل ماضٍ مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره "هو". "فاشتريت": الفاء حرف عطف، "اشتريت": فعل ماضٍ والتاء: ضمر متصل مبنيّ في محل رفع فاعل.
وجملة "ليت ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ما ينفع ..... ": اعتراضيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "بوع": في محل رفع خبر "ليت". وجملة "اشريت": معطوفة على جملة "بوع".
والشاهد فيه قوله: "بوع" على لغة بعض العرب، والمشهور "بيع".
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 4 صفحه : 308