نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 4 صفحه : 141
أبوه، ولا خير منه أبوه، بل رفعوا "أفضل" وخيراً بالإبتداء وقوله [من الطويل]:
933 - [أكر وأحمي للحقيقة منهم] ... وأضرب منَّا بالسيوف القوانسا
العامل فيه مضمرٌ, وهو يضرب المدلول عليه بأضرب.
* * *
قال الشارح: قد تقدَّم القول إن مقتضى هذه الصفات أن لا تعمل من حيث كانت أسماء، والأسماء لا تعمل في أسماء مثلها؛ فأمّا الصفة المشبّهة فإنَّها لما جرت على الموصوف، ثمّ نُقل الضمير إلى الأول، فجُعل عاملًا في اللفظ؛ ثُنّي، وجُمع، وأُنِّث على مقدار ما فيه من الضمير من نحو: "مررت برجل حسنِ الوجهِ، وبرجلَيْن حسنَي الوجهَيْن، وبرجالٍ حسنِي الوجوه، وبامرأةِ حسنةِ الوجهِ"، أشبهت اسمَ الفاعل، فعملت عملَه، كما أن اسم الفاعل الجاري على فعله في تثنيته وجمعه وتأنيثه وتذكيره صار محلّه محلَّ الفعل، فعمل عمله.
فأمّا "أَفْعَلُ" هذه وبابُها، فإنه لا يثنّى ولا يجمع ولا يؤنّث، فبعُد من شَبَه اسم الفاعل، وصار كالأسماء الجوامد التي لم تُؤْخذ من الأفعال، كقولك: "مررت برجلٍ قُطْنٌ جُبَّتُه، وبرجلٍ كَتانٌ ثوبُه". ألا ترى أن "القطن" لا يثنّى ولا يجمع، وكذلك "الكتان"، وجُعلا مبتدأً وخبرًا في موضع النعت، كقولك: "مررت برجلٍ أخوك أبوه".
وإنّما لم يُثنَّ "أفعل"، ولم يجمع، ولم يؤنّث؛ لِما تقدّم من أنّه قد تضمّن معنى الفعل والمصدر، وكل واحد منهما لا تصحّ تثنيتُه، ولا جمعُه، ولا تأنيثُه؛ كذلك ما كان
933 - التخريج: البيت للعباس بن مرداس في ديوانه ص 69؛ والأصمعيات ص 205؛ وحماسة البحتري ص 48؛ وخزانة الأدب 8/ 319، 321؛ وشرح التصريح 1/ 339؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص 441، 1700؛ ولسان العرب 6/ 184 (قنس)؛ ونوادر أبي زيد ص 59؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 334، 4/ 79؛ وأمالي ابن الحاجب 1/ 460؛ وخزانة الأدب 7/ 10.
اللغة: قوانس: جمع قونس، وهو مقدمة الرأس.
المعنى: لم أر أكثر منهم حماية للحقيقة، ولم أر مثل كرمهم، ولكن كنا أفضل منهم بضربنا الرؤوس بسيوفنا.
الإعراب: "أكر": صفة لـ "حيًّا" في بيت سابق، منصوبة بالفتحة الظاهرة. "وأحمى": الواو: عاطفة، "أحمى": اسم معطوف على "أكر" منصوب مثله بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. "للحقيقة": جار ومجرور متعلّقان باسم التفضيل "أحمى". "منهم": جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل "أحمى". "وأضرب": الواو: عاطفة، و"أضرب": صفة لـ "فوارسًا" في البيت السابق."منا": جار ومجرور متعلقان باسم التفضيل "أضرب". "بالسيوف": جار ومجرور متعلّقان باسم التفضيل "أضرب".
"القوانسا": مفعول به لفعل محذوف، منصوب بالفتحة الظاهرة، والألف: للإطلاق.
وجملة "نضرب القوانسا": في محل نصب حال من الضمير في "منًّا".
والشاهد فيه قوله: "القوانسا"، فقد نصبه بفعل محذوف مقدر، لا باسم التفضيل "أَضرَبَ".
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 4 صفحه : 141