نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 251
والمراد: وقائلةٍ خولانُ انْكِحْ فتاتَهم، وسيبويه لا يرى زيادتَها ويتأوّل ما وَرَدَ من ذلك على أنّها عاطفةٌ [1]، وأنّه من قبيلِ عطفِ جملةٍ فعليّةٍ على جملة اسميّة.
وما كان متضمّنًا معنى الشرط، فالأسماءُ الموصولةُ، والنكراتُ الموصوفةُ. فالأسماء الموصولة نحوُ: "الذي"، و"التي"، وأخواتِهما، فهذه الأسماءُ لا تتِمّ إلَّا بصلاتٍ وعائدٍ، وصلاتُها تكون جملة خَبَريّةَ محتمِلة للصِّدْق والكِذْب، وهي الجُمَلُ التي تقع أخبارًا للمبتدأ، فالموصولُ لا يُخْبَر عنه حتّى يتمّ بصلته، فإذا اَستَوْفَى صلتَه، صار بمنزلةِ الاسم الواحد، فقولُك: "الذي أبوه قائمٌ"، أو"الذي قام أبوه" بمنزلةِ "زيد" أو "عمرو" ويفتقر إلى جزءٍ آخرَ يكون خبرًا حتى يتمّ كلامًا، كما يفتقر "زيدٌ" و"عمرٌو"، فتقول: "الذي أبوه قائمٌ منطلقٌ"، فيكون "الذي أبوه قائم" بمنزلةِ "زيد"، ثمّ أخبرتَ عنه بـ "منطلقٌ"، كما تقول: "زيدٌ منطلقٌ".
فإذا كان الموصول شائعًا لا لشخصٍ بعينه، وكانت صلتُه جملةً من فعلٍ وفاعلٍ أو ظرفٍ أو جار ومجرورٍ، وأخبرت عنه، جاز دخولُ الفاء في خبره لتضمُّنه معنى الجزاء. وذلك قولُك: "الذي يأتيني فله درهمٌ، والذي عندي فمُكْرَمٌ". قال الله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ} [2] إلخ. وقال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [3]، وقوله: {الَّذِينَ}
= 143؛ ولسان العرب 14/ 239 (خلا)؛ ومغني اللبيب 1/ 165؛ والمقاصد النحوية 2/ 529؛ وهمع الهوامع 1/ 110.
اللغة: خولان: اسم قبيلة. الأكرومة: فعل الكرم. الحيّان: حي أمها وحيّ أبيها، والمقصود فتاة ذات كرم ومجد من ناحية الأم والأب. الخلو: الخالية.
المعنى: يقول: ربّ قائلة لي أن أنكح فتاة من خولان، وهي أصيلة الجدّين مصون وباقية كما هي.
الإعراب: "وقائلة": الواو: واو "ربّ"، "قائلة": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًا على أنّه مبتدأ، خبره محذوف. "خولان": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هذه خولان" مرفوع. "فانكح": الفاء: حرف استئناف، "انكح": فعل أمر مبنيّ على السكون، وفاعله ... وجوبًا: "أنت". "فتاتهم": مفعول به، وهو مضاف، و"هم": في محلّ جرّ بالإضافة. "وأكرومة": الواو: حالية، "أكرومة": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "الحيين": مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه مثنّى. "خلو": خبر المبتدأ."كما": الكاف: حرف جر، و"ما": يجوز أن تكون زائدة، وعليه تكون "هى" ضميرًا في محلّ جرّ، والجار والمجرور متعلّقان بخبر ثانٍ للمبتدأ "أكرومة" المحذوف. ويجوز أن تكون "ما" اسمًا موصولًا، في محل جرّ بحرف الجر، والجار والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر ثانٍ للمتدأ. و"هيا": مبتدأ خبره محذوف، والألف: للإطلاق. والجملة تكون صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.
جملة "قائلة ... ": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "انكح": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. والشاهد فيه قوله: "خولان فانكح فتاتهم" حيث يجيز الأخفض زيادة الفاء- على اعتبارها هنا زائدة- في جميع خبر المبتدأ. [1] انظر الكتاب 1/ 138 - 140. [2] البقرة: 274. [3] النحل:53.
نام کتاب : شرح المفصل نویسنده : ابن يعيش جلد : 1 صفحه : 251