responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية نویسنده : إيهاب سلامة    جلد : 1  صفحه : 450
ـ المبحث الثالث:
بين منهج أبي العلاء والتبريزي والمناهج الأدبية المعاصرة.
بعد الانتهاء من عرض أوجه التشابه بين منهج أبي العلاء والتبريزي ومنهج مفسري القرآن، يمكن للباحث أن يقرر في اطمئنان أن منهج أبي العلاء والتبريزي هوـ في معظمه ـ منهجٌ لمفسري القرآن من أهل السنة والجماعة المستند بدوره على منهج علماء الأصول.
ولاجدال أن عقلية فذة مثل عقلية أبي العلاء في سعة ثقافتها واطلاعها على العربية حين تعتمد هذا ((المنهج)) طريقا لتفسير النص؛ فإن هذا تصريح ضمني بمدى سلامة هذا المنهج وأصالته. ويزداد الوثوق بهذا المنهج حينما يأتي التبريزي ـ وهوأيضا علم من أعلام اللغة ـ ويسير على نفس الطريق.
ومنهجا أبي العلاء والتبريزي يقدمان ما يمكن أن نسميه ((فهما مبدئيا للنص))، وليس من المعقول أن تنطلق دلالات النص الأدبي أو قراءاته من لا شيء، بل لا بد من أساس تنطلق منه، وفهم مبدئي سليم تصدر عنه، حتى تكون الدلالات والقراءات المقدمة والمقترحة مقبولة، فالذي يبني بناء لا يمكن أن يصعد للأدوار العليا قبل أن يصنع الأدوار السفلى، والمقدمات الصحيحة تأتي بنتائج صحيحة، وما فشل المناهج الأدبية الحديثة من بنيوية وتفكيكية في تفسير النص الأدبي إلا دليل على صحة ما نرمي إليه.
لقد وضع مفسرو القرآن ((منهجا)) لتفسير النص القرآني، ثم أتي أبوالعلاء والتبريزي وأعطى كل منهما إمكانية تطبيق هذا المنهج على ((نص أدبي)). وهما بهذا الصنيع يكونان قد سلكا طريقا ـ لهما ولغيرهما ـ يلتمسون فيه ((تفسيرا منهجيا)) للنص الأدبي.
إن الارتباط أوالتشابه الوثيق بين منهجهما ومنهج مفسري القرآن يجعل الباحث مطمئنا لهذا ((المنهج))؛ فالنفس تطمئن لكل ما هو مرتبط بـ ((النص القرآني))، ويطمئن إلى أن المفسرين والأصوليين ـ من أهل السنة والجماعة ـ لابد أن ينهجوا من الطرق أقومها، ومن السبل أوضحها لتفسير النص القرآني.

نام کتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية نویسنده : إيهاب سلامة    جلد : 1  صفحه : 450
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست