responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الدرة اليتيمة نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 5
لَمَّا حمد وأثنى على الرب جل وعلا عقَّب ذلك بالثناء على أشرف الخلق وهو: النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقوله: (ثُمَّ). هذه للتراخي والترتيب، والمراد بالترتيب هنا الترتيب الرتبي، أي: أن مرتبة ما بعد السنة مؤخرٌ على مرتبة الأول، فالثناء على الخالق مقدم على الثناء على المخلوق.
(ثُمَّ عَلَى أَفْصَحِ خَلْقِ اللَّهِ ** وَآَلِهِ أَزْكَى)، ثم أزكى صلاة الله على أفصح خلق الله، (أَزْكَى) هذا مبتدأ مؤخر وهو مضاف وصلاة الله هذا مضاف إليه، (عَلَى أَفْصَحِ) هذا جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدر، (عَلَى أَفْصَحِ خَلْقِ اللَّهِ) من هو؟ النبي - صلى الله عليه وسلم - هنا نقول كما قلنا في المصطفى عَدَل عن التصريح باسمه تعظيمًا لشأنه ورفعةً لقدره، لأن من كان معلومًا بوصف وإذا أطلق الوصف لا ينصرف إلى غيره كان إطلاق الوصف أتم في التقدير والتشريف (عَلَى أَفْصَحِ خَلْقِ اللَّهِ) خلق الله هذا أي: مخلوقات الله. لأن خلق مصدر بمعنى اسم المفعول، (عَلَى أَفْصَحِ) رَجُلٌ فَصِيح وَكَلامٌ فَصِيح أي: بديع. والمراد بأفصح هنا معناها اللغوي لا معناها الاصطلاحي عند البيانيين، لأن ليس كل فصيح بليغ عند أهل المعاني، كل بليغ من كلام أو متكلم فهو فصيح، وليس كل فصيح بكلام أو متكلم فهو بليغ، لماذا؟ لأن الفصاحة تتألف بالألفاظ، والبلاغة تتعلق بمقتضى الحال.
بلاغة الكلام أن يطابقا ... لمقتضى الحال وقد توافق
فصاحةً .... **
إذًا الفصاحة مأخوذة شرطًا في حد البلاغة، وعليه لا نفسر أفصح هنا بالمعنى الاصطلاحي عند البيانيين، وإنما نفسره بالمعنى اللغوي رَجُلٌ فَصِيح وَكَلامٌ فَصِيح، أي: بَلِيغ، (ثُمَّ عَلَى أَفْصَحِ خَلْقِ اللَّهِ ** وَآَلِهِ)، (وَآَلِهِ) يعني: وعلى آله، آله أي: أتباعه على دينه. الآل في مقام الدعاء والثناء ينبغي تعميمه على أتباع النبي - صلى الله عليه وسلم -، آله أصل آل أَوَلْ كـ جَمَلْ تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت الواو ألفًا فصار آل، مأخوذ من الرجوع إلى الشيء، لأن الآل يرجعون أو يرجع إليهم في المهمات، أو أن أصله أَهْل قلبت الهاء همزة ثم الهمزة ألفًا فصار آل، ولذلك يصغر الأول على أُوَيْل والثاني على أُهَيْل ولا مانع أن يكون لهما أصلان، (وَآَلِهِ) هنا أضيف إلى الضمير، وقد اختلف العلماء هل يصح إضافة الآل إلى الضمير أم أنه يتعين في الظاهر يعني آل فرعون، آل النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ هذا فيه نزاع والصواب أنه يجوز إضافته للضمير وإن كان الأولى أن يضاف إلى الاسم الظاهر، (وَآَلِهِ أَزْكَى صَلاةِ اللَّهِ)، (صَلاةِ اللَّهِ) الصلاة هذا اسم مصدر لصلّى، لأن صلّى مصدره تصريحي، والصلاة اسم مصدر (صَلاةِ اللَّهِ) (أَزْكَى صَلاةِ اللَّهِ)، يعني: أعلى وأفضل صلاة الله، والصلاة كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ثناء الرب جل وعلا على عبده في الملأ الأعلى.
(يا طَالِبًا فَتْحَ رِتَاجِ الْعِلْمِ ** وَقَاصِدًا سَهْلَ طَرِيْقِ الْفَهْمِ)

نام کتاب : شرح الدرة اليتيمة نویسنده : الحازمي، أحمد بن عمر    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست