(بِسْمِ اللهِ) (بِسْمِ) نقول: هذا مجرور بالباء وهو مضاف ولفظ الجلالة مضاف إليه، (الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ) نعتًا للفظ الجلالة (الرَّحْمَنِ) هذا صفة، و (الرَّحِيْمِ) صفة بعد صفة، والأصل فيهما أنه يُجَرَّا، سنة مبتدعة هكذا جاءت التلاوة بسم الله الرحمن الرحيم فيجوز فيهما أو يجوز فيها مع ما ذكر ويمتنع اثنان، الصور العقلية تسعة، يمتنع صورتان وما عداهما فهو جائز.
وإن ينصب الرحمن أو يرتفعَ ... فالجر في الرحيم قطعًا وضعا
إن ينصب الرحمن أو يرتفع (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ) بالكسر على أنهما صفتان للفظ الجلالة، (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيْمُ) على خبر يعني: الرحمنُ. صار خبرًا لمبتدأ محذوف، الرحيمُ صار خبرًا لمبتدأ محذوف، الرحمنَ الرحيمَ بالنصب فيهما على أنه مفعول به لفعل المحذوف وجوبًا، يعني: أمدح، أو أعني الرحمنَ أعني الرحيمَ، يمتنع صورتان، الرحمنَ الرحمنُ الرحيم.
إن ينصب الرحمنُ أو يرتفع، إذا نصبنا الرحمن أو رفعته، فالجهر في الرحيمِ قطعًا وضع، لماذا؟ لأنه لا رجوع بعد القطع، قُطِعَتْ الجملة الأولى [ثم بعد ذلك رجع إلى نعم] [1] ثم بعد ذلك رُجِعَ إلى الإثبات، وهذا ممتنع عند جمهور النحاة.
ثم ذكر بعد البسملة الحمدلة وهو كما ذكر العلماء أنه لثلاثة أمور:
أولاً: تأسيًا بالكتاب العزيز لأنه ثنى بالحمدلة بعد البسملة أول الكتاب {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: [1]، 2] إذًا اقتداءً بالكتاب العزيز.
ثانيًا: تأسيًا بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث كان يبدأ الخطب ونحوها بالحمد، إن الحمد لله نحمده ... إلى آخره.
ثالثًا: على قول من صحح الحديث وحسنه «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد الله فهو أقطع» أو «أبتر» أو «أجزم». يعني: ناقص البركة. قالوا العلماء: فهو يسمى حسًّا إلا أنه ناقص من جهة النفع والبركة.
(حَمْدًا لِمَن شَرَّفَنا بالمُصْطَفَى) (حَمْدًا) هذا منصوب على أنه مفعول مطلق لعامل محذوف وجوبًا، أَحْمَدُ اللهَ حَمْدًا فحَمدًا هذا مفعول مطلق، وهو من أنواع المفعول المطلق مبين للنوع، لماذا؟ لأنه تعلق به قوله: (لِمَن شَرَّفَنا). لمن شرفنا جار ومجرور متعلق بقوله: (حَمْدًا). والمفعول المطلق إذا وصف أو تعلق به جار ومجرور فهو مقيد للفظ لأن المفعول المطلق ثلاثة أنواع كما سيأتي.
توكيدًا أو نوعًا يبين أو عدد ... كسرت سيرتين سير ذي رشد
(حَمْدًا لِمَن شَرَّفَنا) الحمد له معنيان: معنى لغوي، ومعنى اصطلاح.
لو بدأنا في شرح التعريفين لما انتهينا ولكن نحيله على الشروحات، لكن ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يكفي وهو: أن الحمد ذكر محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله. لم؟ نقول: هذا أحسن وأجود لأن المشهور عند المصنفين أن الحمد العرفي فعل ينبأ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعمًا على الحامد أو غيره، وهذا فيه قصور لم؟ لأن الحمد على الصحيح متعلقه أمران:
أولاً: إحسان الرب إلى العباد، وهذا الذي ذكره في .. # 13.03 بسبب كونه المنعم.
الثاني: حمده على كمال صفاته. [1] سبق.