المطلب الأول في (دليل مشروعية الجراحة الطبية من الكتاب العزيز)
قوله تعالى: { ... مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا .... } [المائدة: 32].
وجه الدلالة:
أن الله تبارك وتعالى امتدح من سعى في إحياء النفس وإنقاذها من الهلاك [1]، ومعلوم أن الجراحة الطبية تنتظم في كثير من صورها إنقاذ النفس المحرمة من الهلاك المحقق.
فكثير من الأمراض الجراحية التي تستلزم العلاج بالجراحة الطبية [1] اختلف المفسرون -رحمهم الله- في معنى هذه الآية الكريمة على أقوال: ومنها: أن المراد بإحيائها إنقاذها من الهلاك، وهو مروي عن ابن مسعود ومجاهد والحسن البصري، قال الألوسي -رحمه الله- في تفسيره: "ومن أحياها": أي تسبب لبقاء نفس واحدة موصوفة بعدم ما ذكر من القتل والفساد، إما بنهي قاتلها عن قتلها، أو استنقاذها من سائر أسباب الهلكة بوجه من الوجوه" اهـ. روح المعاني للألوسي 6/ 118.
وانظر بقية الأقوال في: تفسير الطبري 6/ 200 - 204، وزار المسير لابن الجوزي 2/ 342.