وتلميذه الإمام ابن القيم [1]، والحافظ الذهبي [2] وغيرهم رحمهم الله أجمعين.
وهذا الحكم الذي نص عليه فقهاء الإسلام -رحمهم الله- أي فرضية تعلم الطب وتعليمه على الكفاية- عام شامل للجراحة لاندراجها في الطب وهي فرع من فروعه [3]، والحاجة الموجودة إلى الطب التي بني عليها هذا الحكم موجودة في الجراحة أيضًا.
فقد كثرت في هذه الأزمنة الحروب، والحوادث -سواء في المصانع، أو وسائل النقل المختلفة، أو في غير ذلك- فخلفت وراءها الجراحات المفزعة المروعة في صورها وكثرتها ولا تزال المستشفيات في البلاد الإسلامية سواء كانت حكومية، أو أهلية بحاجة إلى الأطباء
= والنهاية لابن كثير 14/ 132، 135 - 140. [1] هو الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي المعروف بابن قيم الجوزية، ولد -رحمه الله- بدمشق سنة 691 من الهجرة، وتوفي في رجب سنة 751 هـ تتلمذ على شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ولازمه، ويعتبر من المجتهدين، وله مصنفات كثيرة جداً في مختلف العلوم والفنون منها: إعلام الموقعين، وزاد المعاد في هدي خير العباد، الطرق الحكمية، ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 2/ 447، وابن القيم حياته وآثاره.
د. بكر بن عبد الله أبو زيد ص7. [2] هو الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي ولد -رحمه الله- في سنة 673 هـ. قال عنه الكتبي -رحمه الله-: "حافظ لا يجارى، ولاحظٌ لا يبارى أتقن الحديث ورجاله، ونظر علله وأحواله، وعرف تراجم الناس وأبان الإبهام في تواريخهم والإلباس، جمع الكثير، ونفع الجمَّ الغفير .. " توفي -رحمه الله- في سنة 748 هـ ومن مؤلفاته: ميزان الاعتدال، وتاريخ الإسلام، وتاريخ النبلاء "سير أعلام النبلاء".
فوات الوفيات للكتبي 2/ 370 - 372. [3] يقول الدكتور جورج بوست: "الجراحة وهي صناعة الجراح والجراحي فرع من الطب ... " المصباح الوضاح في صناعة الجراح.