ويعتبر الأطباء المسلمون أول من استعمل التخدير في الجراحة الطبية، حيث اخترعوا الأسفنجة المخدرة [1]، وكذلك كانوا أول من استعمل الخيوط المصنوعة من أمعاء الحيوان في تخييط الجروح [2].
وإضافة إلى ما سبق فإننا نجد الأطباء المسلمين قد اعتنوا بجانب آخر له أهمية كبيرة في علم الجراحة الطبية، ويعتبر مفتاحًا لفهمها، وإتقانها، وهو جانب التشريح الذي إذا تعلمه الطبيب، وأتقنه تمكن من أداء مهمة الجراحة بيسر وسهولة دون أن يعرض حياة المريض للخطر، ولذا قال الزهراوي [3] -رحمه الله- "من لا يبرع في التشريح لابد أن [1] الأسفنجة المخدرة: هي قطعة من الأسفنج توضع في عصير الحشيش، والأفيون والزوان، وست الحسن، ثم تجفف في الشمس، وعند الحاجة إلى استعمالها ترطب بالماء، ثم توضع على أنف المريض فتمتص الأنسجة المخاطية الموجودة في أنفه تلك المواد المخدرة، فيتخدر بها. التخدير الموضعي د. شفيق الأيوني 12، أعلام العرب والمسلمين في الطب د. علي عبد الله الدفاع ص 58. [2] يقول الدكتور محمود الحاج قاسم: "يجمع المؤرخون على أن الرازي كان أول من أدخل استعمال الخيوط المصنوعة من أمعاء الحيوانات في خياطة الجروح والأنسجة تحت الجلد" اهـ. الطب عند العرب والمسلمين د. محمود الحاج قاسم ص 149، وانظر: الطب عند العرب حنيفة الخطيب ص 30.
وقد أشارت إلى هذه المعلومات الجراحية التي لم يسبق إليها أطباء المسلمين المصادر التالية: أعلام العرب والمسلمين في الطب، الدكتور علي عبد الله الدفاع 51 - 58 الطب عند العرب والمسلمين تاريخ ومساهمات، الدكتور محمود الحاج قاسم محمد 105 - 153. الطب عند العرب حنيفة الخطيب 27 - 39.
نشأة الطب للدكتور عبد الله عبد الرزاق السعيد 74 - 83.
تاريخ الطب وآدابه وأعلامه أحمد شوكت الشطي 278 - 299.
شمس العرب تسطع على الغرب زيغريد هونكه 277 - 281. [3] هو أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي قال عنه الحميدي في الجذوة: "من أهل الفضل والدين والعلم، وعلمه الذي بسق فيه علم الطب، وله فيه كتاب مشهور كثير الفائدة محذوف الفضول سماه كتاب التصريف ... مات بالأندلس بعد =