الأخرى التي لا تتعلق ببدن الإنسان.
وقوله: "من جهة": أي من ناحية.
وقوله: "ما يصح": أي صحته، فما مصدرية، والصحة ضد المرض، وهي هيئة بدنية تكون الأفعال بها لذاتها سليمة [1].
وقوله: "ويزول عن الصحة":
أي ينحرف ويميل عنها، لأن الزوال عن الشيء معناه الميل عنه [2].
والمراد بهذه العبارة القسم الثاني من أقسام أحوال بدن الإنسان وهو المرض الذي يعرض للبدن فيخرجه عن حال الاعتدال والصحة [3].
وهذه العبارة إن قيل: إن أحوال بدن الإنسان حالان فلا إشكال، لأنها دالة على الحالة الثانية المقابلة لحالة الصحة التي أشار لها المعرف في الجملة السابقة، وهي على هذا التقدير موافقة لمذهب المعرف الذي يرى أن أحوال بدن الإنسان حالتان الصحة والمرض [4].
وإن قيل إن أحوال بدن الإنسان ثلاثة فإنها تكون متضمنة للحالتين [1] المصدر السابق ص 231. [2] ومنه زالت الشمس: أي مالت عن كبد السماء. المطلع للبعلي 14. [3] ولذلك يعرف المرض بقولهم: "هو ما يعرض للبدن فيخرجه عن الاعتدال الخاص". التعريفات للجرجاني ص 142. [4] القانون في الطب لابن سينا 1/ 3، وذهب غيره إلى أن أحوال بدن الانسان ثلاثة: صحة، ومرض، وحالة متوسطة بينهما. عيون المسائل من أعيان الرسائل للحسيني 230.