الوجه الثاني:
أن من العلماء من نص على حرمة شق بطن المرأة الحامل الميتة لإنقاذ جنينها الذي رجيت حياته مع أن في ذلك مصلحة ضرورية، فلأن لا يجوز التشريح المشتمل على الشق وزيادة أولى وأحرى [2].
د- دليلهم من القواعد الشرعية:
استدلوا بما يلي:
(1) قاعدة "الضرر لا يزال بالضرر" [3].
(2) قاعدة "لا ضرر ولا ضرار" [4].
ووجه الاستشهاد بهاتين القاعدتين على حرمة التشريح:
أن القاعدة الأولى دلت على أن مفسدة الضرر ينبغي ألا تزال بمثلها، والتشريح فيه إزالة ضرر بمثله، وذلك لأن التعلم بواسطته موجب لإزالة ضرر الأسقام والأمراض بتعلم طرق مداواتها، ولكن هذه الإزالة يترتب عليها ضرر آخر يتعلق بالميت الذي شرحت جثته، وحينئذ يكون من باب إزالة الضرر بمثله، وهو الذي دلت القاعدة على عدم جوازه. [1] الإمتاع والاستقصاء للسقاف ص 28. [2] فتوى الشيخ محمد بخيت المطيعي مجلة الأزهر المجلد 6 الجزء الأول ص 628. [3] الأشباه والنظائر للسيوطي 86، والأشباه والنظائر لابن نجيم 87. [4] المصدرين السابقين، قواعد الفقه للمجددي 106، شرح القواعد الفقهية للزرقاء 113.