اثنتان: حب المال وطول العمر)) ولفظ مسلم: ((يهرمُ ابن آدم وتشبُّ منه اثنتان: الحرص على المال والحرص على العمر)) [1]. ومعناه أن قلب الشيخ كامل الحب للمال متحكم في ذلك كاحتكام قوة الشاب في شبابه، وسماه شابّاً إشارة إلى استحكام حبه للمال أو هو من باب المشاكلة والمطابقة [2]. وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز ابن باز – رحمه الله – يقول: ((يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان)) أي يقوى معه اثنان، هذه طبيعة الإنسان: حب الدنيا وطول الأمل إلا من رحم الله، فالواجب على المؤمن أن يحذر، وأن يعتبر هذه الدار مزرعة، فيجتهد في الزرع للآخرة، حتى يحصد يوم القيامة ما ينفعه)) [3].
وما أحسن قول بعض السلف الصالح:
إنّا لنفرح بالأيام نقطعها ... وكل يومٍ مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً ... فإن الربح والخسران في العمل (4)
وقال آخر:
تزوّد للذي لابد منه ... فإن الموت ميقات العباد
أترضى أن تكون رفيق قوم ... لهم زاد وأنت بغير زاد
وقال آخر:
تزود من التقى فإنك لا تدري ... إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجر [1] متفق عليه: البخاري، كتاب الرقاق، باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر، برقم 6421، ومسلم، كتاب الزكاة، باب كراهة الحرص على الدنيا، برقم 1047. [2] انظر: فتح الباري، لابن حجر، 11/ 240، 241. [3] سمعته أثناء تقريره على صحيح البخاري، الحديث رقم 6421.
(4) ذكره ابن رجب في جامع العلوم والحكم، 2/ 387.