قال الإمام النووي – رحمه الله -: قال العلماء: هذا تحذير من القنوط وحث على الرجاء عند الخاتمة، ومعنى حسن الظن بالله تعالى: أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه، قالوا: وفي حالة الصحة يكون خائفاً راجياً، ويكون سواء، وقيل: يكون الخوف أرجح، فإذا دنت أمارات الموت غلَّب الرجاء أو محضه؛ لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح، والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال، وقد تعذر ذلك، أو معظمه في هذا الحال فاستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار إلى الله تعالى، والإذعان له)) [1].
ويؤيد ذلك حديث جابر الآخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((يُبعث كل عبدٍ على ما مات عليه)) [2].
قال الإمام النووي – رحمه الله تعالى -: ((معناه يبعث على الحالة التي مات عليها)) [3].
وعن جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من مات على شيء بعثه الله عليه)) [4].
10 - يُطهِّر ثيابه ويختار أجملها؛ لحديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه لما حضره الموت، دعا بثياب جُدد، فلبسها، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها)) [5]. وقيل: الثياب المراد [1] شرح النووي على صحيح مسلم، 17/ 214 - 215. [2] مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، برقم 2878. [3] شرح الإمام النووي على صحيح مسلم، 17/ 215. [4] أحمد، 3/ 314، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، 1/ 340، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 283. [5] أبو داود، كتاب الجنائز، باب ما يستحب من تطهير ثياب الميت عند الموت، برقم 3114، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 2/ 278.