الأدلة والمناقشة: أوَّلًا: أدلة من قال بالجواز مطلقًا وهم أصحاب القول الرّابع:
استدل هؤلاء بما يأتي:
الدّليل الأوّل: أن الأجرة على إمامة الصّلاة هي في مقابلة التزامه للمكان المعين للصلاة، والإتيان إليه، وتكلفه ذلك، وهو غير مأمور به عينًا، ولذا جاز أخذ الأجرة عليه [3].
مناقشة الاستدلال:
يمكن مناقشة هذا الدّليل بما يأتي:
1 - أن دليلكم هذا يلزم منه عدم جواز الأجرة على ذات الإمامة في الصّلاة، وهذا ينقض مذهبكم القائل بالجواز.
2 - أن ما ذكرتموه من تكلف الإمام الصّلاة في مكان معين - إلخ، أمر زائد على ما نحن بصدده؛ إذ أن خلافنا حول ذات الإمامة وأخذ الأجرة عليها، وهذا يدخل فيه من كلان مجاورًا للمسجد، وهو من أهله.
فهل تقولون إنّه قي هذه الحالة لا يجوز له أخذ الأجرة على الإمامة؟ فإن قلتم ذلك فقد تقضتم مذهبكم، وإن قلتم بالجواز فقد أبطلتم دليلكم. [1] فتح العزيز شرح الوجيز للرافعي: 12/ 28، 289، روضة الطالبين للنووي: 5/ 188، حاشية عميرة على شرح المحلى على المنهاج: 3/ 76. [2] المغني لابن قدامة: 136/ 8، الفروع لابن مفلح: 4/ 435، الإنصاف للمرداوى: 6/ 45، 46، مجموع الفتاوى لابن تيمية: 23/ 366، 367، 30/ 202. [3] الذّخيرة للقرافي: 2/ 67، 66، الفروق للقرافي: 3/ 2، عقد الجواهر المْينة لابن شاس: 843/ 2، التاج والإكليل للمواق: 1/ 455 (بهامش مواهب الجليل للحطاب).
نام کتاب : أخذ المال على أعمال القرب نویسنده : شاهين، عادل جلد : 1 صفحه : 209