نام کتاب : الأحكام الشرعية لشهداء الثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 137
أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» [1]،وهم الذين أوجب الشارع على الأمة اعتزالهم!
وهو الواقع المعاصر الذي زالت فيه الخلافة الإسلامية كلية لأول مرة في تاريخ الأمة، بعد أن ساد المسلمون العالم مدة ثلاثة عشر قرنا بالخلافة والجماعة، فحدث ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - بحذافيره، وحلَّ محل ذلك خطاب سياسي مبدل، على يد الحملة الصليبية في الحرب العالمية الأولى، التي أقامت على أنقاض الخلافة دويلات الطوائف والفتنة، حيث تم تعطيل الشريعة الإسلامية كلية، وتم استباحة الربا والخمر والزنى، وقام فيها الطواغيت في عامة أمصار المسلمين، وتسلطت أنظمة حكم بدعم من الاستعمار الأجنبي بما لا عهد للأمة به في تاريخها كله، حتى تحول العالم العربي خاصة إلى سجن كبير لشعوبه، وحتى بلغ سجناء الرأي في بعض دوله في مدة واحدة مائة ألف سجين، وقام فيه دعاة للطواغيت من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، يدعون إلى أبواب جهنم!
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري قَوله:"هُم مِن جِلدَتِنا"؛ أَي مِن قَومِنا ومِن أَهل لِساننا ومِلَّتنا، وفِيهِ إِشارَة إِلَى أَنَّهُم مِنَ العَرَب.
وقالَ الدّاوُدِيُّ: أَي مِن بَنِي آدَم. وقالَ القابِسِيّ: مَعناهُ أَنَّهُم فِي الظّاهِر عَلَى مِلَّتنا وفِي الباطِن مُخالِفُونَ.
وقَولُه:"وأَنتَ عَلَى ذَلِكَ أَي العَضّ"،وهُو كِنايَة عَن لُزُوم جَماعَة المُسلِمِينَ وطاعَة سَلاطِينهم ولَو عَصَوا. قالَ البَيضاوِيّ: المَعنَى إِذا لَم يَكُن فِي الأَرض خَلِيفَة فَعَلَيك بِالعُزلَةِ والصَّبر عَلَى تَحَمُّل شِدَّة الزَّمان " .. (2)
رابعا: ثم ستزول هذه الأنظمة، لتعود من جديد خلافة على نهج النبوة، وستعود وحدة الأمة من جديد، وتعود أحكام الشريعة من جديد بالعدل والقسط والرحمة والعلم، وتعود للأمة حريتها وخلافتها في الأرض من جديد، كما بشر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -،وكما تشهد به إرهاصات الواقع المعاصر، وما ذلك على الله بعزيز، إلا إن الإصلاح لن يحدث فجأة، كما [1] - صحيح البخاري (9/ 51) (7084) وصحيح مسلم (3/ 1475) 51 - (1847)
(2) - فتح الباري شرح صحيح البخاري- ط دار المعرفة (13/ 36)
نام کتاب : الأحكام الشرعية لشهداء الثورات العربية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 137