نام کتاب : الخلاصة في أحكام السجن في الفقه الإسلامي نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 154
ومن ثم نقول فليس هذا الذي يفعلونه مناف لطباعهم وأخلاقهم التي جبلوا عليها
والله تعالى يقول عن هؤلاء القوم: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} (120) سورة البقرة
فهل بعد قول الله تعالى قول؟؟
ولذلك لن تجدي مع هؤلاء صيحات الإنكار والشجب ولا ينفعهم الاعتذار المزيف
لماذا؟
لأن عصرنا تسيطر عليه شريعة الغاب والبقاء ((بنظرهم للأقوى))
فلن يسمع هؤلاء صوتنا إلا إذا كنا أقوياء بل أقوى منهم
فقريش التي تربى النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحضانها وكانت تسميه قبل الإسلام ((بالصادق الأمين))،عندما جاءهم بهذه الرسالة الخاتمة كذبوه وحاربوه واستخدموا جميع الوسائل المنكرة للصد عن سبيل الله، وهم يعلمون أنه على الحق كما قال تعالى عنهم وعن أمثالهم: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ} (33) سورة الأنعام
ولم تسلِّم له قريش إلا بالقوة عندما فتح مكة المكرمة بعد حرب دامت عشرين سنة
فعندما ظفر بهم أَتَى الْكَعْبَةَ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَىِ الْبَابِ فَقَالَ: «مَا تَقُولُونَ وَمَا تَظُنُّونَ».قَالُوا: نَقُولُ ابْنُ أَخٍ وَابْنُ عَمٍّ حَلِيمٍ رَحِيمٍ قَالَ وَقَالُوا ذَلِكَ ثَلاَثًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أَقُولُ كَمَا قَالَ يُوسُفُ (لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)».قَالَ فَخَرَجُوا كَأَنَّمَا نُشِرُوا مِنَ الْقُبُورِ فَدَخَلُوا فِى الإِسْلاَمِ " (1)
وَفِيمَا حَكَى الشَّافِعِيُّ عَنْ أَبِي يُوسُفَ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ حِينَ اجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِدِ:" مَا تَرَوْنَ أَنِّي صَانِعٌ بِكُمْ؟ " قَالُوا: خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ. قَالَ:" اذْهَبُوا
(1) - السنن الكبرى للبيهقي (9/ 199) (18275) صحيح
نام کتاب : الخلاصة في أحكام السجن في الفقه الإسلامي نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 154