نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 63
ولقد اسلفنا القول أن شفاعات النبي - صلى الله عليه وسلم - متنوعة [1] وهي على قسمين:-
قسم خاص به - صلى الله عليه وسلم - لا يشركه فيه احد، وقسم ثانٍ يشاركه فيه غيره، فاما شفاعات القسم الأول فهي:-
شفاعته العظمى لجميع الخلائق، وشفاعتة في ادخال سبعين الفاً من امته بغير حساب، وشفاعته في التخفيف عن بعض اهل النار [2].
وأما شفاعات القسم الثاني فهي:- شفاعته في زيادة الدرجات في الجنة، شفاعته في قوم من المؤمنين استوجبوا النار أن لا يدخلوها وشفاعته فيمن تساوت حسناته وسيئاته [3].
وينبغي لنا قبل الشروع في شرح هذه الشفاعات أن نفصل القول في قضية ذات بالٍ وهي قضية المقام المحمود - فماذا يعني المقام المحمود؟!
النوع الأول: شفاعة المقام المحمود:-
لقد وعد الله تعالى نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - المقام المحمود بقوله "عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ([4]) " وثبت المقام في صحيح السنة النبوية فقد صح عن جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - انه قال "من قال حين يسمع النداء "اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة ([5]) ". وغيرها من الاثار الاخرى [6].
وقد اختلف اهل العلم في معنى المقام المحمود وذهبوا فيه إلى مذاهب عدة اهمها:
1 - المقام المحمود: هو الشفاعة:-
هذا مذهب جمهور اهل العلم وهو ثابت بالسنة النبوية الصحيحة منها ما اخرجه البخاري وغيره من حديث إبن عمر -رضي الله عنهما- مرفوعاً: [1] انظر التذكرة، القرطبي 1/ 285، وشرح الطحاوية، إبن أبي العز تحقيق الارنؤوط 1/ 282 وفتح الباري 11/ 523، والعقيدة الاسلامية، عبد الرحمن الميداني ص 663. [2] انظر مصدر سابق. [3] انظر ص67 من الكتاب هذا. [4] الاسراء /79. [5] انظر تخريجه برقم (69). [6] انظر الاحاديث برقم (37 - 39) والدر المنثور في التفسير بالمأثور، السيوطي 5/ 325و 326.
نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 63