نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 142
مع القرآن نفسه، إذ يقول جل جلاله: ((واوحى إليّ هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ ... )) [1]، ويقول: ((أفلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها)) [2]، ويقول: ((فذكر بالقرآن من يخاف وعيد)) [3]، ويقول ((ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكَر)) [4].
فالمراد من القرآن هو العمل به، قال تعالى: ((وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً)) [5].يقول إبن كثير في تفسيرها: (( .. وترك الإيمان به وترك تصديقه من هجرانه، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه وترك العمل به وامتثال اوامره واجتناب زواجره من هجرانه والعدول عنه إلى غيره من شعرٍ أو قولٍ أو غناءٍ أو لهوٍ أو كلامٍ أو طريقهٍ مأخوذة من غير من هجرانه ... )) [6].
والمأثور عن الصحابة انهم كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يحفظونها ثم يعملون بها حتى ياخذون غيرها.
أما من يسعى جاهداً إلى تطبيق القرآن في حياته -الخاصة والعامة- فانه مشمول بشفاعة القران، سواء أكان يحب القرآن، ام يقرأ القرآن أم يحفظ القرآن، فالعمل به وتحكيمه هو اصل الإيمان.
قال تعالى: ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في صدورهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً)) [7].
وهذا هو الذي يحرم جسده على النار يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((لو كان القرآن في اهاب ما اكلته النار)) [8].
يقول العلامة المناوي: ((فكيف بالمؤمن المواضب لقراءته ولتلاوته واللام في "النار" للجنس والاولى جعلها للعهد، والمراد بها نار جهنم أو النار التي تطلع على الافئدة أو النار التي وقودها الناس والحجارة. ... وقيل المعنى من علّمهُ الله القرآن، لم تحرقه نار الآخرة [1] الانعام/ 19. [2] محمد/ 24. [3] ق/45. [4] القمر/ 17. [5] الفرقان /30. [6] تفسير القرآن العظيم 3/ 306. [7] النساء/ 65. [8] انظر تخريجه برقم (129).
نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 142