نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 127
وقد حضيت هذه الامة المحمدية بدعوة ابيها ابراهيم يوم ان قال: ((ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم)) [1].
فاستجاب له الله جل جلاله، وبعث فيهم محمداً - صلى الله عليه وسلم - رسولاً يتلو آيات ربه ليزكي هذه الامة: ((كما ارسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون)) [2].
فقدم التزكية على التعليم لتبشيرهذه الأمة بأنها أشرف الأمم وهي مزكاة من قبل ربها ما دامت متمسكة بالعروة الوثقى.
المسألة الأولى:- أمة محمد من هم؟
ونحن بصدد الحديث عن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - يتعين علينا تعريف "أمة محمد". أيشمل أمة الدعوة كافة؟ ام الاجاب خاصة؟ وما هي صفات هذه الأمة؟ فنقول "ان المقصود من لفظ أمة - صلى الله عليه وسلم - محمد أذا أطلقت هو أمة الاجابة أي الأمة التي اجابت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقط وليس المقصود منها كل افراد الأمة مؤمنهم وكافرهم "أمة الدعوة" [3].
وهذه الأمة "أمة الاجابة" تشمل كل من آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حال حياته أو بعد موته إلى يوم القيامة [4].
والذي يبدو لي من خلال النصوص أن شروط الانتماء إلى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، الأمة الناجية من عذاب الله يوم القيامة على قسمين:-
أولاً:- شروط الفرقة التي لا تمسها النار كما جاء في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن هذه الأمة مرحومة عذابها بايديها. ... .)) [5]، فهذه الأمة هي الأمة المتقية ولا يكون افرادها إلا من أهل التقوى والعمل الصالح، الذين وصفهم الله تعالى: بقوله: ((كنتم خير أمة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)) [6]. [1] البقرة /129. [2] البقرة/151. [3] انظر تفسير القرآن العظيم، ابن كثير 1/ 370. [4] انظر تفسير القرآن العظيم، سبق. [5] انظر تخريجه برقم (115). [6] آل عمران/110، وانظر مجموع الفناوي، ابن تيمية 3/ 158.
نام کتاب : الشفاعة في الحديث النبوي نویسنده : المحمدي، عبد القادر جلد : 1 صفحه : 127