صفحات التاريخ الإسلامى وعرضها لم تجد من أئمة الهدى، ومصابيح الدجى من كان يحلق لحيته، وإنما تسربت إلينا هذه الضلالة، واستمرأها بعض المسلمين لما اتصلوا بالكفار حين احتلوا بلادنا، أو حين رحلوا إلى بلاد هؤلاء الكفار فاحتلوا عقولهم، وأعرضوا عن هدى سلفهم الصالح، واتبعوا غير سبيل المومنين حَذْوَ القُذَّةِ بالقذة، وافتتنوا بسَنن اليهود والنصارى، فحاكَوْهم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع.
حلق اللحية تشبه بالكافرين
قال الله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الجاثية:18]، وهم كل من خالف شريعته - صلى الله عليه وسلم -، و"أهواؤهم"
= قبلنا، فنصلح لأن يأتم بنا مَن بعدنا"، ولم ينقل عن أحد من السلف الصالح حلق لحيته لعدم جوازه عندهم، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها، قال الإمام ابن حزم رحمه الله فى "مراتب الإجماع": (واتفقوا أن حلق جميع اللحية مُثْلَةٌ لا تجوز) اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (يحرم حلق اللحية للأحاديث الصحيحة، ولم يُبِحْهُ أحد) اهـ.