نام کتاب : المظاهرات السلمية نویسنده : الأزهري، أبو شجاع جلد : 1 صفحه : 54
وكون خطابات الشارع تنزَّل على قواعد الشريعة من بديهيات أصول الفقه، لأنَّ القواعد التي قررتها الشريعة قررتها للعمل بها، فلا يستقيم أن تأمر الشريعة بأمرٍ يتناقض مع هذه القواعد ..
ولبيان ذلك نأتِ بأمثلة:
المثال الأول:
قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].
فهذا الخطاب بالأكل ننزِّله على قاعدة: "المحرمات في المأكولات".
فيكون المقصود من الكلام: كلوا مما هو مباح ..
فلو أكل أحد الناس لحم الخنزير محتجَّاً بالخطاب يكون آثماً!
المثال الثاني:
لو قال أحد الآباء لولده البالغ الراشد: اذهب وكُلْ ما شئتَ من الطعام .. فذهب الولد وأكل لحم خنزير أو غيره من المحرمات فيكون الولد عاصياً!!
والعلة في معصيته عدم فهم كلام أبيه بتنزيله على قواعد الشريعة ..
ففي خطاباتنا نحن البشر ننزِّل خطاباتنا على القواعد الشرعية إذا كان الحكم شرعيَّاً، وعلى القواعد العرفية إذا كان الحكم عرفيَّاً ..
وندرك ذلك ونتعامل به ويحاسب بعضنا بعضاً عليه، لأنه من البديهيات ..
المثال الثالث:
قال مدير مدرسةٍ لأستاذ في المدرسة: خذ هذه العصا .. قال: لماذا؟ .. قال: لضرب الطلاب ..
فأخذ الأستاذ العصا ودخل وضرب الطلاب واحداً واحداً ..
نام کتاب : المظاهرات السلمية نویسنده : الأزهري، أبو شجاع جلد : 1 صفحه : 54