نام کتاب : المظاهرات السلمية نویسنده : الأزهري، أبو شجاع جلد : 1 صفحه : 36
ولو أدى ذلك إلى قتل من يقول كلمة الحق!!
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيد الشهداء حمزةُ بن عبد المطلب، ورجُلٌ قام إلى إمام جائرٍ فأمرهُ ونهاهُ؛ فقتلهُ» [1].
وما زاد ظلم الحكام إلا بسكوت الأمة وخاصة علماء الحكام ..
على أن مفسدة القتل الحاصلة من قول كلمة الحق والجهاد في سبيل الله تعالى قد عوض الله تعالى لصاحبها بأضعاف ما يبذله، فإن قتل فهو شهيد، ولذلك تجد كثيراً ممن يخرج لقول كلمة الحق والجهاد تجده طالباً الشهادة قبل النصر، وإن جرح، أو كسر، أو عذب، فكل ذلك في سبيل الله تعالى، وله الأجر من الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف: 30].
إذا علمنا ما تقدم؛ تبين لنا أن قاعدة سد الذرائع لا ترد على من يقول الحق والجهاد، ولا على المظاهرة، لأن المتظاهرين يقولون كلمة حقّ، فإن أجرينا قاعدة سد الذرائع على الجهاد وقول كلمة الحق؛ فإنه يلغي الجهاد وقول كلمة الحق!!
فقاعدة سد الذرائع يؤصل عليها ضمن ضوابطها.
وكذلك لا يصح أن ندرج المظاهرة تحت قاعدة: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، فنقول: إذا كانت المظاهرة تجلب مصلحة وهي رفع الظلم، وينتج عنها مفسدة وهي القتل أو غيره .. فإن ذلك يحرم بناء على القاعدة: "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح".
هذه قاعدة فقهية وليست أصولية!! والفرق بينهما: أن القاعدة الأصولية يفرع عليها فقد وضعت أصلاً ليفرع عليها. [1] حديث حسن: أخرجه الحاكم في "المستدرك" 3/ 215، وقال: صحيح الإسناد.
نام کتاب : المظاهرات السلمية نویسنده : الأزهري، أبو شجاع جلد : 1 صفحه : 36