نام کتاب : المظاهرات السلمية نویسنده : الأزهري، أبو شجاع جلد : 1 صفحه : 15
كلمة الحق فقد فسقت؛ لخروجها عن الطريق المستقيم، فوضعها الذي رسمه لها الشارع أن تقول كلمة الحق.
وهذا الأصل الذي وضعته الشريعة - وهو قول كلمة الحق للحاكم الظالم - عبودية لله تعالى، بل من أعظم أنواع العبودية، إنه جهاد في سبيل الله عز وجل، ثمرته في الدنيا عزة ورفعة، وفي الآخرة ثواب عظيم من الله سبحانه، فإن ُقتل مَن يقول كلمة الحق؛ فقد بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه شهيد، بل مع سيد الشهداء، والعجب من أمةٍ عندها هذا في دينها، وهي بعيدة عنه.
ويزداد العجب عندما تجد كبار القوم من العلماء يحذرون من هذا!!
ثم تحتار ماذا تقول لأنك لا تجد عبارة تعبر بها عندما تجد هؤلاء العلماء يتخذون طريقاً آخر في إصلاح الحاكم الظالم، ولا يخلو طريقهم من مدحٍ وتمجيدٍ وثناء وتأييد، وهذا طريق لا يفيد ولن يفيد، قال الله تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50].
فالمطلوب: "كلمة"، قال تعالى مخاطباً موسى وهارون عليهما السلام: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 43، 44].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الكلمة: «أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» [1].
وقال صلى الله عليه وسلم: «سيد الشهداء حمزةُ بن عبد المطلب، ورجُلٌ قام إلى إمام جائرٍ فأمرهُ ونهاهُ؛ فقتلهُ» [2]. [1] حديث حسن: أخرجه الإمام أحمد 5/ 251، وأبو داود 4/ 124، والنسائي 7/ 161، وابن ماجه 2/ 1330. [2] حديث حسن: أخرجه الحاكم في "المستدرك" 3/ 215، وقال: صحيح الإسناد.
نام کتاب : المظاهرات السلمية نویسنده : الأزهري، أبو شجاع جلد : 1 صفحه : 15