السحاب حيث شاء الله)) [1].
وفي مكارم الأخلاق للخرائطي عن علي أنه سئل عن الرعد فقال: ((ملك، وسئل عن البرق فقال: مخاريق بأيدي الملائكة، وفي رواية عنه: مخاريق من حديد بيده)). وروي في ذلك آثار كذلك.
وقد رُوي عن بعض السلف أقوال لا تخالف ذلك، كقول من يقول: إن اصطكاك أجرام السحاب بسبب انضغاط الهواء فيه؛ فإن هذا لا يناقض ذلك؛ فإن الرعد مصدر: رعد يرعد رعدًا، وكذلك الراعد يسمى رعدًا، كما يسمى العادل عدلاً، والحركة توجب الصوت، والملائكة هي التي تحرك السحاب وتنقله من مكان إلى [1] لفظه في سنن الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((أقبلت اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد، ما هو؟ قال: ((ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار، يسوق بها السحاب حيث شاء الله)) قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: ((زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أُمر))، قالوا: صدقت ... )). الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة الرعد، برقم 3117، وصححه الألباني في صحيح الترمذي،3/ 262، وفي الأحاديث الصحيحة، برقم 1872.