أبلغت وأوجزت، فلو كنت تنفست، فقال لي: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إنَّ طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنةٌ من فقهه، فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة، وإن من البيان سحراً)) [1].
وعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: ((كنت أصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكانت صلاته قصداً وخطبته قصداً)) [2].
وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما، قال: ((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة)) [3].
وهذه الأحاديث تدل على مشروعية إقصار الخطبة وإكمال الصلاة، وقوله: ((فكانت صلاته قصداً وخطبته قصداً)) أي بين الطول الظاهر والتخفيف الماحق [4]. [1] مسلم، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، برقم 869. [2] مسلم، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، برقم 866. [3] النسائي، كتاب الجمعة، باب ما يستحب من تقصير الخطبة، برقم 1414، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/ 456. [4] انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 6/ 402.