ثانياً: رقة قلبه - صلى الله عليه وسلم - وبُكاؤه في الصلاة، وفي مواطن كثيرة:
لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يبكي بشهيقٍ ورفع صوتٍ، كما لم يكن ضحكه قهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تَهمُلا ويُسْمَعُ لصدره أزيز، وكان بكاؤُه تارة رحمة للميت، وتارة خوفاً على أمته وشفقة عليها، وتارة من خشية الله تعالى، وتارة عند سماع القرآن وهو بكاء اشتياقٍ ومحبةٍ [1] النسائي، كتاب الكسوف، باب صلاة الكسوف، 3/ 137، 138، برقم 1212، وأحمد في المسند،
2/ 159، و188، وهو في جملة حديث طويل عن عبد الله بن عمرو، قال: ((وقام فصنع في الركعة الثانية مثل ما صنع في الركعة الأولى من القيام والركوع والسجود والجلوس، فجعل ينفخ في آخر سجوده ... ))، وذكر الحديث، قال الأرناؤوط في تحقيق زاد المعاد، 1/ 270: ((وإسناده صحيح؛ لأن روايه عن عطاء بن السائب شعبة عند أحمد، وسفيان عند ابن خزيمة، وهما قد سمعا منه قبل الاختلاط. وذكره البخاري تعليقاً بصيغة التمريض، 3/ 67، قبل الحديث رقم 1213، كتاب العمل في الصلاة، باب ما يجوز من البصاق والنفخ في الصلاة عن عبد الله بن عمرو: ((نفخ النبي - صلى الله عليه وسلم - في سجوده في كسوف)). [2] أبو داود، كتاب الصلاة، باب الصلاة في النعل، برقم 653، وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود،
1/ 193: ((حسن صحيح)). [3] أبو داود، كتاب الصلاة، باب الصلاة في النعل، برقم 650، ورقم 651، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، والبيهقي، 2/ 432، وحسنه الأرناؤوط في تحقيق زاد المعاد، 2/ 270، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/ 193. [4] رواه أحمد في المسند، برقم 647، والنسائي، 3/ 12 في الصلاة، باب التنحنح في الصلاة، وابن خزيمة، برقم 902 من حديث عبد الله بن نجي، عن علي، قال الأرناؤوط في تحقيق زاد المعاد، 1/ 270: ((وفيه انقطاع؛ لأن عبد الله بن نجي قيل: لم يسمع عن علي، وجاء في بعض المصادر: عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، عن علي، ونجي مجهول، لم يوثقه غير ابن حبان)).